من لفظة الله فان كان المراد منه واجب الوجود فمعنى العبارة لا واجب الوجود موجود إلّا الله الواجب وكذلك على التقدير الثاني نقول لا واجب الوجود ممكن إلّا الله بمعنى ان غيره لا يمكن ان يكون موجودا وهو المطلوب ولا وجه لوحشة المحقق الخراسانيّ قده من تقدير الإمكان حيث لم يقدره ولم يبحث عنه وان كان المراد من الله هو الخالق فمعناه لا خالق موجود أو ممكن إلّا الله فائضا يدل على التوحيد لأنه إذا قلنا ان الخالقية منحصرة فيه تعالى ولم تكن موجودة فيه من غيره نعلم ان كل موجود غيره يكون هو المخلوق والمخلوق هو الممكن فهو الواجب وغيره ممكن.
وكذا ان قلنا انه لا خالق ممكن إلّا الله أي لا إمكان لخالق غيره بل هو الفرد الوحيد فيستحيل فاعلية غيره وان كان المراد من الاله هو المعبود كما هو الظاهر فان العرب في مقابل عبدة الأصنام كانوا يقولون بذلك من باب ان المعبود منحصر فيه ولا يكون الأصنام وغيره معبودا فتارة يعنى بالمعبود هو الّذي يكون له استحقاق العبودية فمعنى الكلمة لا معبود مستحقا للعبادة فعلا وإمكانا إلّا الله تعالى وهو المطلوب لأن الّذي لا يكون له استحقاق ذلك لا فعلا ولا إمكانا هو الواجب تعالى.
وان كان المراد من المعبود هو المعبود الموجود الخارجي فهو مع انه كذب في ذلك الزمان لأن عبدة غيره وهم العابدون للصنم كانوا كثيرين وكان معبودهم أيضا أصناما كثيرة لا يفيد ما كانوا بصدده لأنهم كانوا بصدد حصر المعبودية فيه تعالى هذا كله على فرض الاحتياج إلى تقدير الإمكان أو الموجود ولكن الحق هو انا لا نحتاج في أمثال هذه العبارات إلى تقدير افعال العموم كما هو شايع في لسان العرب كما لا نحتاج إليه في كلمة لو لا الامتناعية وليس التامة.
ثم ان في المقام ذكر فروع في الفقه ويكون البحث فيه عن الاستثناء وقد ذكرها صاحب الشرائع منها انه لو قال في مقام الإقرار ليس لزيد على عشرة الا درهما فقال (قده)