فصل في خطابات المشافهة (١)
هل الخطاب في القرآن وغيره يختص بالموجودين في مجلس الخطاب أو الأعم منهم ومن الغائبين والمعدومين وهنا مقدمتان لا بد من التوجه إليهما قبل الورود في الاستدلال.
__________________
(١) أقول ان هذا البحث قليل الفائدة أو لا فائدة له أصلا لأنه بعد ما كان من ضروريات الدين ان الكتاب والسنة لا يختص بمن كان حاضرا في مجلس التخاطب ويشمل الغائبين والحاضرين والمعدومين وان شرع محمد صلىاللهعليهوآله مستمر إلى يوم القيامة وان القرآن معجزة باقية في كل زمان ومعنى كونه معجزة في كل زمان هو ان ظهوراته لا تختص بالمشافهين.
فلا يبقى مجال للبحث عن الاختصاص وللقول بان الثمرة هي التمسك بالإطلاق والظهور على فرض عدم الاختصاص وعدم التمسك على فرضه فانه لا ثمرة له أصلا.
والشاهد على ذلك هو ان الموافق والمخالف لا نرى في مورد من الفقه لا في رواية ولا آية ان لا يتمسك بالإطلاق مبنيا على هذا الا من شذ في موارد شاذة على نحو الاحتمال لا الجزم واليقين حتى يكون استناده إلى المبنى في هذا الفصل والفتوى عليه.
فان الأئمة عليهمالسلام في موارد الأخذ بالآيات يستدلون بالآية مثلا ويذرون فهم الظهور بعهدة السامع في كلماتهم ولا يكون في مورد من الموارد كلام من الاختصاص بل يمكن وجدان روايات على عمومية الخطاب مثل ما نقل عن النبي صلىاللهعليهوآله وحاصل معناه انه قال اللهم ارحم إخواني فقيل له صلىاللهعليهوآله ألسنا إخوانك قال إخواني الذين يأتون في آخر الزمان ولا يرونني ويؤمنون بي بواسطة مكتوب في الصفحات فانه يكون معناه حجية الظهور والإطلاق لكل من أخذ القرآن.
على ان الخطاب يكون على عنوان المؤمنين فكل من صار مؤمنا يشمله وكيف كان فمن الضروريات ان المشرعين والمحدثين والفقهاء وكل من استدل بآية أو رواية لم يكن في صدد ـ