بل لفظ الياء وضع مثلا لحقيقة النداء والإنشاء يحتاج إلى دال آخر ولا فرق بين بعث الاخباري والإنشائي في الاستعمال ولا دخالة للقصد غاية الأمر تارة يوجد له ما بإزاء في الخارج فيكون معناه الاخبار عنه وتارة لا يكون كذلك فبحكايته عن البيع يوجده مثل إخبارك عن ان زيدا قائم فانه لا فرق في نفس الخطاب من حيث الصدق والكذب بل إذا كان في الواقع أيضا لذلك يكون صادقا وإلّا كاذبا وهذا الجواب يكون بعد ادعائنا انصراف الخطاب إلى الحقيقي أيضا رافعا للإشكال على التحقيق.
والحاصل مما أفاده قده ان أدوات الخطاب لا يكون فيها الضيق والاختصاص بخصوص المخاطبين الحاضرين مجلس الخطاب فعلى ما اخترناه لا نزاع ولا إشكال انما الكلام فيما عالج به إشكال القائلين بالخصوصية وهو ان الإنشاء بالنسبة إلى المدلول الحرفي والاسمي يحتاج إلى الدال وليس معنى الياء مثلا كذلك بل يكون لحقيقة النداء وهذا لا يكون علاجا إلّا بنحو من المجاز.
التمحل الثاني وهو من أستاذنا النائيني قده وهو ان الخطاب الحقيقي وان كان مما يستحيل رجوعه إلى الغائبين والمعدومين إلّا انه ينزل المعدوم منزلة الموجود ويكون في باطن القضايا الحقيقية التنزيل فالخطاب بالنسبة إليهم على فرض الوجود وفيه بعد إذعان المبنى وهو استحالة الخطاب وفرض الوجود في القضايا الحقيقية فغاية ما يستفاد من ذلك هو تنزيل المعدوم منزلة الموجود وفي الخطاب يحتاج إلى الحضور(١)
__________________
ـ فقط في صورة حضور المخاطب بل يكفي الربط الخاصّ بين الشجر ومخاطبه بقوله أيا شجري خابور إلخ.
(٢) هذا ما أفاده مد ظله اما ما يخطر ببالي هو ان المعدوم إذا فرض وجوده لا يكون فرض هذا الوجود عند الإمكان بل يكون في نفس هذا الفرض نحو حضور عند المخاطب بالكسر.