لحصول الاتصاف فاستصحاب ذات زيد لا يوجب حصول صفة العلم فيه وكذلك استصحاب ذات العلم فانه لا يمكن ان يقال العلم موجود في زيد بعد استصحاب العلم لأن الاتصاف من الآثار العقلية.
فان قلت في الجوهرين والعرضين أيضا يكون استصحاب الجزء موجبا لترتب ساير الاجزاء عليه وحصول النظام وهو عقلي لأن النظام امر عقلي.
قلت هذا لكون كل حصة من الأثر لحصة من الاجزاء ولا يكون المركب الا الاجزاء لا ان يكون كل جزء منوطا بالجزء الآخر.
الرابع مما يتوهم كونه مثبتا هو استصحاب الفرد وترتيب أثر الكلي مثل استصحاب زيد لترتيب أثر الطبيعي وهو الإنسان (١) وقال في الكفاية بما حاصله هو ان المحمول اما ان يكون بالصميمة وهو حمل ذاتيات الشيء عليه كما يقال الإنسان حيوان ناطق واما ان يكون المحمول بالضميمة مثل قولنا زيد عالم فان وصف العلم خارج عن ذاتيات زيد ففي الأول لا إشكال في استصحاب الفرد وترتيب أثر الكلي لأن الكلي في الغالب لا يكون إلا مرآتا للحصص والحصص عين الطبيعي فإذا كان زيد مستصحبا بعنوان انه إنسان وحصة منه يكون المستصحب في الواقع هو الإنسان.
واما إذا كان المحمول بالضميمة فلا يكون استصحاب الفرد موجبا لا ثبات الوصف فإذا جرى الاستصحاب بالنسبة إلى زيد لا يثبت انه الأبيض لأن إثبات الموضوع لا يترتب عليه إثبات الوصف إلّا بالملازمة العقلية أو العادية فإذا كان زيد أبيض فباستصحابه لا يثبت إلّا نفسه لا وصفه وهو البياض انتهى.
__________________
(١) أقول قد مر فيما سبق في أقسام الكلي ان في هذه الصورة وهي القسم الأول من أقسام الكلي لو لم يجر استصحاب الفرد لترتيب أثر الكلي لا مانع من جريان الاستصحاب في نفس الكلي فالامر فيه سهل.