المراد بلفظ زيد في جاءني زيد هل هو الرّجل الشجاع أو الأسد تجري أصالة عدم القرينة لإثبات الاستعمال في معناه الحقيقي وإذا شك في ان العلماء في جملة أكرم العلماء هل المراد منه العدول فقط أو عام للفساق أيضا يجري أصالة عدم القرينة.
واما الاستصحاب فلا يجري لأن من اللوازم العادية بعد جريان الأصل هو كون هذا اللفظ مستعملا في معناه الحقيقي وهو من الأصل المثبت ولا أثر شرعي له ولا خصيصة في المقام حتى نقول بأن الأصل كذلك لا يجري في غير هذه الموارد وفي المورد يكون جاريا.
واما أصالة عدم المعارض والمزاحم أيضا جارية من باب أن المدار عند العقلاء على الظهورات ولا تعبد عندهم فيها وعلى فرض كون الأصل تعبديا يمكن جريان الاستصحاب وهكذا أصالة عدم النقل قبل استعمال اللفظ في لسان المتكلم أو بعده على فرض كون المدار على الظهور وعلي فرض التعبد عندهم فالمدار على الاستصحاب واما أصالة عدم الحائل مثل من يحتمل أن يكون في بعض أعضائه في الوضوء مانعا وحائلا فهي أيضا أصل عقلائي وعدم الاعتناء بأن وصول الماء إلى البشرة من اللوازم العادية لهذا الأصل وكونه مثبتا شاهد عدم كونه منه نعم لا يجري عندهم هذا الأصل بالنسبة إلى من كان جصاصا فيحتمل وجود الجص في أعضائه وهذا أيضا يكون من جهة احتمال كون سنده الغلبة في الخارج بكون العدم عقلائيا في غير الجصاص وهو فيه عقلائي فلا يكون من باب الاستصحاب.
نعم أصل سندية الغلبة محل الكلام فينحصر سنده بين كونه بناء العقلاء فيكون من الأصول العقلائية وبين الاستصحاب والحق هو الأول لأنهم يفرقون بين الشك في أصل وجود المانع ومانعية الموجود بالقول بعدم الجريان في الثاني مع أن الاستصحاب لا يفرق فيه كذلك.
ثم في خصوص المقام يمكن جريان استصحاب وجودي فنقول أن المتوضئ أو المغتسل إذا صب الماء على بشرته وعلم بحدوث الصب والجري على البشرة يستصحب