من الأمر وانه تعالى متى شاء يأخذ ما أعطاه وان لم يكن الاستثناء في الآية بالنسبة إلى نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم الا من باب بيان ربط علمه صلىاللهعليهوآله مع عظم شأنه بخالقه الواجب بالذات والواجب في الصفات في مقابل الممكن بالذات والصفات وهذا الاستعداد هو ما يحصل بمناجاة الله تعالى في الأوقات المناسبة من الليل والنهار ومن الإتيان بالنوافل خصوصا في الليل لأن المقام المحمود يحصل بنوافل الليل الّذي يكون شواغل النهار فيه أقل كما قال الله تعالى ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا).
ثم لا يخفى ان فهم كلام واحد ربما يئول إلى إطالة البحث في جوانبه لصعوبة طريق فهمه وبعض المعاني بحيث كلما أريد فيه الاختصار يبدو بوجه آخر مفصلا بحيث لو لا التفصيل لم يحصل الوصول إلى معنى ما هو المختصر وفي ظني ان المحقق الخراسانيّ قده أراد بتأليف الكفاية في الأصول تحصيل الاختصار في المطالب الأصولية بعد شيخه الأستاذ العلامة الأنصاري قده دفعا لبعض ما يرد على التطويل ثم ترى الكتب عن الاعلام من المجتهدين العظام لتوضيح ما اختصره الّذي لا بد منه في مقام التفهيم والتفهم فشأن بعض المطالب هو التوضيح والتشريح لصعوبته.
لا أقول ان ما بأيدينا من الكتب الأصولية في غاية النظام بل يمكن تنقيح المطالب وتحريره بوجه أحسن وحذف بعض المطالب الّذي الا ثمرة له الأعلمية وصرف الفكر في وجه عملي له ثمرة أخرى غير العلمية وان لم يختص أمثال ذلك بعلم الأصول فقط بل ساير العلوم أيضا لا يخلو عنه ولكن مع عدم المجال وكثرة الاشتغال لا يحصل التوفيق غالبا للإحاطة بالكلمات وتأسيس تنظيم خاص الا للأوحدي من العلماء.
ثم ان التأليف الّذي بين أيديكم في الاستصحاب يكون التفصيل فيه في بعض المطالب بوجه لم يوجد في كتب الأصول كالقرعة من القواعد المبحوثة عنها بالمناسبة مع الاستصحاب وهو مجمع الأفكار كما سميته به وأشكر الله فيما هداني ووفقني وما