قده وصاحب الجواهر قده وغيرهما من المتأخرين والشيخ المفيد والطوسي والسيد المرتضى وأمثالهم قدس الله أسرارهم من المتقدمين قد أتعبوا أنفسهم طول حياتهم في ذلك حتى بلغوا إلى ما بلغوا يجب ان يكون من يريد أن يكون مثلهم أيضا فضلا عن كونه أفضل منهم طول حياته في تعب كذلك ليفهم ما فهموه فإن العلم حسب العادة تدريجي الحصول.
ثم ان الكتب في شتى العلوم كثيرة ولا مجال لمطالعة بعضها المعتنى به فضلا عن جميعها في طول العمر والأفكار متشتتة والآراء مختلفة والخطايا كثيرة في غير ما هو صادر عن المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين فلا بد لمن هو سالك طريق العلم ان يأخذ العلم أولا من الكتاب المحكم ثم السنة ثم من المؤيدين بهما من العلماء الشامخين الذين هم أهل هذا الفن ممن هو معروف بصفاء الباطن وسلامة الفكر عن الوساوس الشيطانية أعاذنا الله منها.
ثم ان العلم الّذي نريد أخذه من الاخبار المنسوبة إليهم عليهمالسلام في غير قليل من الكتب مشوب بالجهل الّذي حصل بدس الدساسين في الاخبار كما لا يخفى وهو امر مشكل جدا مع غيبة الإمام صاحب الزمان روحي له الفداء بل لو فرض الحضور أيضا يحتاج فهم معاني كلماته عليهالسلام مثل كلمات آبائه الكرام إلى حسن القريحة ولطافة الذهن الّذي لا يحصل إلا بتزكية النّفس وتحصيل الصفاء بالرياضات المشروعة ومن هذه الجهة ورد في الأثر عنهم عليهمالسلام أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا (في الوسائل باب ٩ من أبواب صفات القاضي ج ١٨ ح ٢٧).
والحاصل الوصول إلى مبلغ من العلم لا بد له من توجه تام إلى مبدأ العلم بالتضرع إليه والالتفات إلى ان الفقير بالذات فقير دائما والغنى بالذات غنى دائما وعدم التكبر بما وجد من قليل من العلم أو الاصطلاح الّذي هو مربوط بالعالم بالذات الّذي يخاطب رسوله الأمين بقول تعالى «سنقرئك فلا تنسى الا ما شاء الله انه يعلم الجهر وما يخفى» ليكون غيره صلىاللهعليهوآلهوسلم مع غاية ضعفه وفقره في مقابله صلىاللهعليهوآلهوسلم على بصيرة