«القرطبي» في تفسير «الجامع» وسيّد قطب في تفسيره «في ظلال القرآن» وغيرهما وعموم كبار مفسّري الشيعة أيضاً ، حيث اعتبروا هذه الرواية من الخرافات والموضوعات ونسبوها إلى أعداء الإسلام.
ومع كلّ هذا فلا عجب أن يضع أعداء الإسلام خصوصاً المستشرقون الحاقدون الأموال الطائلة في خدمة نشر هذه الرواية ويقومون بالعمل عليها بكلّ جديّة ، وقد رأينا في الأونة الأخيرة كيف أنّهم شجّعوا كاتباً شيطانياً لتأليف كتاب تحت عنوان «الآيات الشيطانية» ، حيث إنّه استفاد من عبارات ركيكة جدّاً ومن خلال قصّة خيالية لم يقتصر على هتك مقدّسات الإسلام ووضعها في معرض الشكّ والترديد فحسب ، بل أهان الأنبياء العظام الذين تكنّ لهم كلّ الأديان السماوية الاحترام أيضاً (مثل إبراهيم على نبيّنا وآله وعليهالسلام).
وليس عجيباً أيضاً أن يترجم النصّ الانكليزي لهذا الكتاب إلى مختلف اللغات وبسرعة خيالية ، ويوزّع في كلّ أنحاء العالم ، وحينما أصدر الإمام الخميني قدسسره فتواه التأريخية بارتداد كاتب هذا الكتاب أي «سلمان رشدي» ولزوم قتله ، بادرت الدول الاستعمارية وأعداء الإسلام إلى حمايته بشكل منقطع النظير. هذه الحركة العجيبة أثبتت أنّ هناك من يقف وراء سلمان رشدي وأنّ المسألة هي أكبر من مجرّد تأليف كتاب معادٍ للإسلام ، وأنّها في الواقع خطّة مدروسة من قبل الغرب المستعمر والصهيونية لضرب الإسلام من خلال وقوفهم معه بكلّ حزم.
لكن الصمود القوي للإمام الخميني قدسسره في فتواه ، واستمرار نهجه من قبل نوّابه ، وما نالته تلك الفتوى من القبول والترحاب من قبل غالبية الشعوب المسلمة في العالم خيّب آمال المفتعلين ، بل لا زال مؤلّف هذا الكتاب وإلى لحظة تدويننا لهذا البحث يعيش متخفياً في محلّ مجهول بالكامل ، تحت رقابة مشدّدة من قبل الدول الاستعمارية ، ويبدو أنّه مضطرّ للعيش هكذا إلى آخر لحظات حياته إن لم يقتل على أيدي نفس تلك الدول ، فيما لو أرادت غسل ذلك العار الذي لحق بها نتيجة دفاعها عنه.