الأنبياء عليهمالسلام (١) ، لكن ومع الأخذ بنظر الإعتبار مجموع الآيات الأربع أعلاه ولفظة «التأويل» التي تتلاءم كثيراً مع تفسير الأحلام ، بالإضافة إلى قرائن اخرى يكون المراد هو نفس علم تفسير الأحلام وهو مختار الكثير من المفسّرين أيضاً (٢).
ومع أنّ علم تفسير الأحلام لم يحض بتلك الأهميّة عند البعض ، لكنّه يعدّ من الحقائق ، وذلك للشواهد والقرائن العينية الكثيرة التي تحفّ بهذا الموضوع ، كما أنّ بإمكانه كشف اللثام عن بعض الغوامض لمن له إلمام به. وقد تناولنا هذا الموضوع بالشرح والتفصيل في التفسير الأمثل ذيل الآية السادسة سورة يوسف عليهالسلام.
كما أنّ القرآن قد أيّد صحّة ذلك أيضاً وذكر لذلك مثالاً عجيباً ، وبيّن أنّ مستقبل بلاد كبيرة كمصر قد تغيّر عن طريق تفسير يوسف عليهالسلام للرؤيا بصورة دقيقة ، كما أنّ نفس هذا التغيّر قد ترك أثره في مستقبل يوسف عليهالسلام أيضاً وأوصله إلى أرفع المناصب الحكومية في مصر.
ولا شكّ أنّ علم تفسير الأحلام بنظر المنطق العقلي ليس بذلك الشيء الذي ترتكز عليه اسس الرسالة ، لكن مع ذلك فقد وهب الله قسطاً وافراً منه ليوسف عليهالسلام.
* * *
٤ ـ وحول موسى عليهالسلام أيضاً يشاهد هذا المعنى بوضوح في القرآن ، حيث أن قصّة «الخضر» و «موسى» وبذلك التفصيل الرائع والبليغ ، الذي جاء في سورة الكهف (وان لم يصرّح القرآن باسم الخضر) تبيّن وجود علوم لدى الخضر كانت غائبة عن ذهن موسى ، وأنّه جاء إلى «الخضر» ليتعلّم قسماً منها.
هذه العلوم ليست اموراً مرتبطة بالشريعة وأصول الدين وفروعه ، بل هي حقائق مرتبطة
__________________
(١) تفسير روح المعاني ج ١٢ ، ص ١٨٦ ، نقل هذا التفسير عن البعض من المفسّرين كما أنّ المفسّر الكبيرالطبرسي ذكر ذلك كأحد الأقوال في ج ٥ ، ص ٢١٠ ، ذيل الآية السادسة من سورة يوسف.
(٢) تفسير مجمع البيان ذيل الآية ١٠١ ؛ وتفسير روح المعاني ذيل الآية ٢١ ؛ وتفسير القرطبي ذيل الآية ٦ ؛ وتفسير روح البيان ذيل الآية ٦ ؛ وأخيراً تفسير في ظلال القرآن ذيل الآية ١٠١ من سورة يوسف.