الشياطين الذين لا يصدقون القول معهم أبداً!
وبعبارة اخرى أنّ هناك أشباحاً تتراءى في افق أذهانهم بسبب رياضتهم ، فيفسّرون هذه الأشباح من عندهم ، لتقع تارةً صحيحة واخرى خاطئة ، مثل الأحلام التي يراها الناس ، والتي تكون تفاسيرهم لها صحيحة أحياناً واخرى غير صحيحة.
هذه المعلومات والمواضيع الخاطئة والتي يخالطها الشكّ لا يمكنها أبداً أن تعدّ من علم الغيب ، أو أن تخدش في تفسير الآية.
* * *
اما في الآية الثالثة فيدور الكلام عن معرفة المسيح عليهالسلام بأسرار الغيب ، وإظهاره لها صراحةً كمعجزة ، وقوله لمن شكّ في دعوته : (... أَنِّى قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّى أَخْلُقُ لَكُمْ مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْىِ الْمَوْتَى ...). (آل عمران / ٤٩)
ثمّ يضيف قائلاً : (وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِى بُيُوتِكُمْ).
وبهذا فلقد وضع مسألة خلق الطائر الحي من الطين ، ومعالجة المرضى الذين يستحيل علاجهم ، وإحياء الموتى ، إلى جانب الإخبار عن أسرار الغيب واعتبرها جميعاً أدلّة على نبوّته.
وبديهي أنّ الطعام الذي يأكله الناس ، أو الذي يدّخرونه في بيوتهم يتعلّق بحياتهم الشخصية ، فليس للآخرين اطّلاع عليه عادةً ، فاطّلاع أحد على هذه الجزئيات ، والحالة هذه دليل على اطّلاعه على الغيب.
قال بعض المفسّرين إنّ هذين الموردين هما مجرّد مثال ، ولا يمكن أن تتحدّد بهما معرفة المسيح عليهالسلام أبداً ، فقد كان يعلم الكثير من أسرار الغيب.
* * *
مضافاً إلى ما قيل ، فهناك العديد من آيات القرآن تعدّ مصداقاً جليّاً لإطّلاع نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله على بعض أحداث المستقبل ، والتي تعتبر من أسرار الغيب ، كالآيات الاولى