موقف كهذا حاكمة على الكناية بكلّ تأكيد ، وذلك لسدّ الباب أمام المتذرّعين ومثيري الفتن.
وقد تمسّك بعض مبتدعي الدين المحترفين بتأويلات وتخريجات عجيبة بالنسبة للكتب السماوية ، وبلغ بهم الحدّ إلى التوسّل بحسابات الـ «ابجد»! وحسابات العرّافين وأمثالها.
كيف يفكّرون ياترى؟ فالنبوّة التي ينبغي أن تكون مشعلاً لهداية البشرية ليست شيئاً محظوراً مبهماً كأسرار الكيميائيين القدماء لتتمّ عن طريق حسابات الأبجد «الصغير» و «الكبير» خوفاً من وقوعها في غير محلّها.
٤ ـ يجب أن تنطبق العلامات التي جاءت في أقوال الأنبياء السابقين بالكامل على حالة المدّعي الجديد ، لا أن نتصرّف فيها بملء الفراغات وحذف الإضافات التي نتصوّرها ، لأنّ ذلك يعني بالتأكيد خداعنا لأنفسنا ، إذ إنّ نبيّاً كهذا إنّما هو مرسل من قبلـ «أفكارنا الشيطانية» لا من قبل الله تعالى!
لو تمّ جمع هذه الجهات الأربع الواردة في أخبار النبي السابق لأمكن التعرّف من خلالها على مقام نبوّة المدّعي الجديد ولو غاب أحدهما لاعتلَّت النتيجة.
وعلى أيّة حال فقد تمّت الإشارة إلى هذه المسألة في موردين قرآنيين على أقلّ تقدير ، وقد اكتفينا في هذا البحث الكلّي (النبوّة العامّة) بشرح مختصر على أمل تفصيل ذلك في «النبوّة الخاصّة» :
١ ـ حول بشارة المسيح عليهالسلام بالنسبة لظهور نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله نقرأ في الآية : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِى إِسْرَائِيلَ إِنِّى رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِى مِنْ بَعْدِى اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ). (الصف / ٦)
لا يخفى وجود هذه البشارة (أو البشارات) حتّى في أناجيل اليوم المحرّفة ، وهو ما سنوكل البحث فيه وكذا فيما يتعلّق بكون الإسم «أحمد» من أسمائه الشريفة صلىاللهعليهوآله إلى