حاكماً على هذا العالم وخالقاً له؟!
بالإضافة إلى أنّ «الحركة» بذاتها موجود «حادث»، وبناءً على هذا فالشيء المتحرّك مخلوق وحادث حتماً ، ومثل هذا لا يمكن أن يكون موجوداً أزليّاً أبديّاً (هذا هو نفس الشيء الوارد في البراهين الفلسفية تحت عنوان «العالم متغيّر» و «كلّ متغيّر حادث».
وبناءً على هذا فقد كان لحوار إبراهيم ثلاثة مفاهيم مختلفة ومثيرة ، ولا يمكن الإستغناء عنها لإبطال الوهية النجم والقمر والشمس.
* * *
٤ ـ يوسف عليهالسلام
امّا في شأن النبي يوسف عليهالسلام فنحن نواجه بعض الآيات التي تبدو لأوّل وهلة غير منسجمه مع منزلة عصمته ، من أهمّها ماجاء في القرآن الكريم : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَآ بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الُمخْلَصِينَ). (يوسف / ٢٤)
إذ يتصوّر القارىء في البداية أنّ هذه الآية تجعل من يوسف شريكاً لزليخا في قصد المعصية.
* * *
الجواب :
يكفي التمعّن في نصّ هذه الآية لرفع هذا الالتباس ، لأنّ القرآن يقول : (لَوْلَا أَنْ رَآ بُرْهَانَ رَبِّهِ) ومفهوم هذا الكلام هو بالضبط أنّه لم يقصد المعصية لأنّه رأى برهان ربّه.
ما هو المراد بهذا البرهان؟ (علماً أنّ البرهان يعني كلّ دليل قوي ومحكم يتبنّى بيان الحقيقة وإيضاحها ، وهو مأخوذ من مادّة «بره» التي تعني : إبيضّ).
للمفسّرين هنا احتمالات متعدّدة ، أفضلها هو القول : إنّ المراد من برهان الربّ ، هو