تضمنتها الآية المباركة : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) (١) ..
وقوله تعالى : (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) (٢) ..
ثم بملاحظة ما هو ثابت من أنه لا يدخل الجنة إلا من أقر بالولاية لأمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام.
أي أن عدل الله تعالى ولطفه يقتضيان أمرين قد يبدوان متخالفين :
أحدهما : أن لا يضيع عمل هذا الشخص.
والآخر : أن لا يدخل الجنة بدون إقرار منه بولاية الإمام علي وأهل بيته عليهمالسلام.
ولكن الحقيقة هي أن هذا التخلاف والاختلاف صوري ، وليس بحقيقي ، وذلك بملاحظة وجود أحاديث ذكرت أن ولاية الإمام علي عليهالسلام سوف تعرض على نوع من الناس يوم القيامة. فمن قبلها ، أصبحت أعماله السابقة التي هي خير وصلاح ، صالحة وقادرة على التأثير في إدخال صاحبها إلى الجنة ، فولاية الإمام علي عليهالسلام تكون بمثابة الروح التي تدب في الجسد فتعطيه الحياة والقوة والحركة ..
ولعل إلى هذا يشير قوله تعالى عن تبليغ ولاية الإمام علي عليهالسلام : (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) (٣) .. فإن الرسالة في حقائقها ، وأحكامها ، وكل مضامينها بدون ولاية الإمام علي عليهالسلام ، تكون كالجسد بلا روح ، فإذا جاءت الولاية تحركت اليد وصارت تبطش ،
__________________
(١) سورة الزلزلة الآية ٧.
(٢) سورة آل عمران الآية ١٩٥.
(٣) سورة المائدة الآية ٦٧.