الخصوصية بنفس عملك هذا ..
وقد ورد في الحديث الشريف قوله عليهالسلام : «إنما هي أعمالكم ترد إليكم» (١).
وقال تعالى على لسان نبيه صلىاللهعليهوآله : (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) (٢) ..
فإطاعتك لله سبحانه ، تشبه إطاعتك للطبيب ، فإن الطبيب لا يحتاج إلى طاعتك ، ولا ينتفع بها ، وإنما تطيعه لكي تنتفع أنت ، فلا توجد لدى الطبيب رغبة في خصوصية عندك ، وليس لديك أنت رغبة في خصوصية عند الطبيب ، ثم تتبادلان تينك الخصوصيتين ، كما لا يوجد عند الله حاجة يسدها له عملك وجهدك ، فيعوضك عنه بثواب أو بأجر .. بل إن نفس الأجر الذي يسألك إياه ، هو الذي يكون لك. أي أن الخصوصية الواقعية اقتضاها نفس عملك ، ولا يراد المعاوضة عليها مع طرف آخر ، بحيث يستفيد هو من خصوصية ، ويتخلى لك عن خصوصية في مقابلها ..
وبعد ما تقدم نقول :
لقد تحدث الله تعالى في هذه الآيات عن الفضة ، وعن الإستبرق ، وعن السندس ، وعن .. وعن .. وهي أمور لا تتحدد في الآخرة من خلال الرغبة فيها بملاحظة مقدار الحاجة إليها ، بل تتحدد بمقدار ما تؤهل الأعمال في الدنيا للاستفادة منها .. ثم يأتي التفضل الإلهي ليضاعف ذلك
__________________
(١) التوحيد للمفضل بن عمران الجعفي ص ٥٠ والحكايات للمفيد ص ٨٥ والبحار ج ٣ ص ٩٠ وج ١٠ ص ٤٥٤.
(٢) سورة سبأ الآية ٤٧.