المنافق ، وما قام به من إفساد الناس وحثّهم على الاعتزال ، ولمّا قرأ الإمام الرسالة أوفد ولده الزكي الحسن عليهالسلام والصحابي العظيم عمّار بن ياسر ، والزعيم قيس بن سعد ، وزوّدهم برسالة عزل فيها الخائن الأشعري ، ويتوعّده بالتنكيل إن تأخّر عن إجابتهم وأظهر العصيان والتمرّد.
ولمّا انتهى الإمام الحسن إلى الكوفة وبصحبته هؤلاء الأعلام احتفّت به الجماهير ، فدعا الأشعري إلى الطاعة فلم يستجب له ، وأصرّ على غيّه وعدوانه ، فعزله عن منصبه ، وأقام مقامه قرضة بن كعب ، وخطب عمّار بن ياسر خطابا بليغا حفّز فيه أهل الكوفة إلى مناصرة الإمام عليهالسلام والذبّ عنه ، وجاء في خطابه :
إنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام حفظه الله ونصره نصرا عزيزا وأبرم له أمرا رشيدا بعثني إليكم وابنه يأمركم بالنفر إليه ، فانفروا إليه ، واتّقوا وأطيعوا الله ، وو الله! لو علمت أنّ على وجه الأرض بشرا أعلم بكتاب الله تعالى وسنّة نبيّه منه ما استنفرتكم ولا بايعته على الموت.
يا معشر أهل الكوفة ، الله الله في الجهاد فو الله! لئن صارت الأمور إلى غير عليّ لتصيرن إلى البلاء العظيم ، والله يعلم أنّي قد نصحت لكم ، وأمرتكم بما أخذت بيقيني ، وما اريد أن اخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ، إن اريد إلاّ الإصلاح ما استطعت ، وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه انيب.
وحفل خطاب عمّار بالدعوة إلى الحقّ ، وجمع الكلمة ، ونصرة أخي رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي ثارت عليه هذه الفئة في سبيل أطماعها ومنافعها التي لا صلة لها بالحقّ ، ولا فقه لها بما يرضي الله تعالى ، ثمّ خطب عمّار خطابا آخر دعا فيه إلى نصرة الإمام ، والذبّ عنه ، والدفاع عن قيم الإسلام التي يناضل من أجلها الإمام.
وظلّ الأشعري مخذّلا للناس ، ويدعوهم إلى التمرّد والعصيان ، فرأى الزعيم الكبير مالك الأشتر أنّه لا يتمّ الأمر إلاّ بإخراج الأشعري من الكوفة مهان الجانب