العاقل ، إذا كان متعلقها متأخرا ، فلا تتأتى بشكل جدّي ، إلّا إذا كان الإنسان ضامنا لبقاء هذا الالتزام إلى الآخر بحسب تصوره ، وإن كان قد يحصل له بداء ، ولكن إذا كان يعلم أن الشوق إلى أهله ، يدفعه إلى نقض الالتزام لو استراح من الصوم ، إذن فكيف يتأتى منه مثل ذلك الالتزام!. فالإشكال يقع من هذه الناحية.
وإذا أخذنا الفرضية الثالثة وهي الفرضية الصحيحة ، وهي أن مناط الإتمام والصيام ، ليس هو القصد ، لا بمعنى الحب ، ولا بمعنى الالتزام ، بل هو العلم والاطمئنان بالمكث عشرة أيام ، وإن لم يكن هناك حب ولا التزام ، بل غلبة وقهر ، كما إذا حمل إلى بلد قهرا وفرض عليه القيام هناك ، وليس من قبله حب بالمكث عشرة أيام ولا التزام وتصميم على البقاء عشرة أيام ، ولكن يعلم ، أن هذا قدّر له تقديرا ، فمثل هذا الشخص حكمه الصّيام والإتمام ، فميزان الحكم الشرعي إنما هو العلم والاطمئنان.
وبناء على هذه الفرضية الثالثة ، أيضا يأتي إشكال شبيه بالإشكال الوارد على الفرضية الثانية ، إذ قد يقال ، بأن هذا الشخص كيف يتأتى له العلم مع أنه ملتفت ، إلى أن القرار المتخذ بشأنه سوف يزول بعد عدة أيام ، فكيف يعلم بالبقاء عشرة أيام؟. إذن فيرد هذا الإشكال ، على الفرضية الثالثة كما أورد على الفرضية الثانية ، فلا بدّ من تخلص من هذا الإشكال ، ولا بدّ من تعليق على هذا الإشكال.