كاشفا عن ثبوت فرد من الإرادة في نفس المتكلم ، وهذا الكشف التصديقي ليس مربوطا بباب الوضع ، بل بالظهور الحالي الإطلاقي ، فهذه ثلاث دلالات لصيغة «افعل» ، ثم إنّ الصيغة ، لها دلالة على مفهوم الطلب ، لأن الظاهر عرفا من لفظ الطلب ، هو السعي والتحرك نحو المقصود لا الإرادة ، وحينئذ صيغة «افعل» ، باعتبار دلالتها التصورية الأولى ، وهي دلالتها على النسبة الإرسالية ، تكون دالة تصورا وبالتبع ، على نفس مفهوم الطلب ، لأن الإرسال والدفع مصداق للطلب ، والدال تصورا على المصداق ، دال تصورا وبالتبع على عنوان ذلك المصداق ، من قبيل أن كلمة رمّان ، دالة على رمّان بالمطابقة تصورا ، ودالة تصورا على عنوان الفاكهة ، باعتبار أن الرمّان مصداق للفاكهة ، فكذلك صيغة «افعل» فهي تدل تصورا بالمطابقة على الإرسال والدفع ، فمن هذه الناحية تدل على مفهوم الطلب أيضا ، تصورا ، باعتبار أن الإرسال والدفع ، مصداق لعنوان الطلب ، والدال تصورا على المصداق ، دال كذلك تصورا وبالتبع على عنوان ذلك المصداق ، فهذه دلالة على الطلب تصورية ، في طول الدلالة التصورية على الإرسال والتحريك ، ثم إنه إذا كان لصيغة «افعل» دلالة تصديقية على الإرادة ، بمعنى الكشف عن وجود الإرادة في نفس المتكلم ، إذن فبلحاظ كون الصيغة كاشفة عن الإرادة في نفس المتكلم ، تكون بنفسها مصداقا حقيقيا للطلب من قبل المتكلم ، لأنّ المولى بكشفه عن إرادته ، يسعى إلى تحصيل مقصوده حقيقة ، إذن ، فهذا سعي نحو المقصود حقيقة ، فهو إذن مصداق للطلب حقيقة ، إذن فلصيغة «افعل» مصداقية حقيقية للطلب ، باعتبار حيثية كشفها عن الإرادة ، فهذه حيثيات خمسة في صيغة افعل.