تصورية التزامية على النسبة الإرسالية ، كشفت عن الطلب ، وعن الإرادة بالنحو المتقدم في صيغة «افعل». وهذا الوجه أيضا مستبطن للعناية ، وهي أن فرض الانتقال تصورا إلى هذا اللازم ، وهو الانتقال تصورا من النسبة الصدورية إلى النسبة الإرسالية ، فإن هذا الانتقال ، لا يكفي فيه مجرد اللفظ ، لوضوح أن النسبة الصدورية كما قد تنشأ من النسبة الإرسالية من قبل المولى ، قد تنشأ من ناحية أخرى من غير ناحية المولى ، فنقل ذهن السامع من النسبة الصدورية إلى النسبة الإرسالية ، يحتاج إلى ضم قرينة على هذا النقل ، ليستعد للانتقال ، وإلّا لو لا القرينة ، فذهن السامع يقف على النسبة الصدورية ، دون أن يتعدّاها إلى النسبة الإرسالية.
الوجه الرابع :
أن يقال كما في الوجه الثالث ، فيتحفظ على المدلول التصوري للجملة الخبرية ، وهو النسبة الصدورية ، وتسلخ هذه الجملة ، عن المدلول التصديقي رأسا ، فتسلخ عن الحكاية والإخبار ، ولكن هنا ، لا يلتزم بالانتقال تصورا ، من النسبة الصدورية ، إلى النسبة الإرسالية ، كما فرض في الوجه الثالث ، بل يدّعى ابتداء ، أنّ هذه النسبة الصدورية ، قابلة لأن يتعلق بها أمران نفسيان ، فتارة المتكلم يخبر عن هذه النسبة ، يعني يصدّق بوجودها ، فيقول ، («زيد يعيد صلاته») إخبارا ، وهنا النسبة الصدورية تعلّق بها أمر نفساني ، وهو التصديق بها وهو الإخبار ، وأخرى ، يتعلق بها أمر نفساني آخر ، وهو طلبها وإرادتها ، فإنّ المولى ، قد يريد هذه النسبة الصدورية ، كما قد يخبر ويصدّق بوقوعها. إذن كلمة يعيد ، قابلة بلحاظ مدلولها التصوري ، لأن تقع متعلقا للتصديق والحكاية ، كما أنها قابلة لأن تقع متعلقا للطلب والإرادة ، بلا حاجة إلى ضم نسبة أخرى إليها ، والانتقال إلى نسبة أخرى.
وبهذا يتبين أنها تارة ، يكون مدلولها التصديقي ، هو التصديق بالنسبة ، فتصير إخبارا ، وأخرى ، يكون مدلولها التصديقي ، هو طلب النسبة الصدورية ، فتكون إنشاء ، والمدلول التصوري فيهما معا واحد ، وهو النسبة