عدم الآخر ، ولكن يكون عدم احدهما في مرتبة وجود الآخر ولا يكون مقدما زمانا ورتبة عليه.
مثلا : عدم الصلاة يكون مع الازالة ، كما ان عدمها مع عدمها ، ولأجل هذا ليس عدم احدهما مقدمة لوجود الآخر.
فبالنتيجة عدم المانع ليس بمقدمة لوجود الضد الآخر.
الحاصل هو التمانع الوجودي بين الضدين لا يقتضي إلا امتناع اجتماعهما في الوجود ، كامتناع اجتماع الصلاة والازالة معا ، فيكون عدم احدهما في مرتبة وجود الآخر ، ولا يكون مقدما عليه حتى يكون مقدمة للآخر ، والحال انه لا بد ان تكون المقدمة مقدّمة على ذيها طبعا كتقدم الشرط على المشروط ، مثل تقدم الوضوء على الصلاة ، فليس كل عدم المانع من مقدمات وجود الشيء ، إذ الضد صلاة في زمان الازالة ، فعدمها يكون عدم المانع في زمان الازالة ، ولا يكون عدم الصلاة في زمان قبل الازالة ، لأن الصلاة قبل الازالة منتفية كي يقال ان عدمها يكون عدم المانع قبلها للازالة ، فليس كل عدم المانع من مقدمات وجود الشيء.
مثلا : عدم الصلاة لا يكون من مقدّمات وجود الازالة في الخارج لتقارنه معها في الزمان ولاتحاده معها في الرتبة ، فينبغي ان يقال انه مقارنها ، ومن مقارنتها لا من مقدمتها.
قوله : نعم العلة التامة لأحد الضدين ربّما تكون مانعا عن الآخر ...
هذا استدراك عما تقدم من كون عدم احد الضدين دائما مستندا إلى عدم مقتضيه لا إلى وجود المانع وهو الضد الآخر ، وحاصل الاستدراك انه قد تكون العلة التامة لاحد الضدين مانعة عن وجود الضد الآخر ، وهذا النحو من عدم المانع يكون من المقدمات الوجودية لضد الآخر.
مثلا : المحبة القلبية علة تامة لانقاذ الولد الغريق ، وكذا المحبة علة تامة لانقاذ الأخ الغريق ، ولكن شدة محبة الولد مانعة عن تأثير محبة الأخ في مقام التزاحم ،