الزكاة في الانعام الثلاثة (الابل والبقر والغنم) ، والوصف الذي لا يكون علة منحصرة للحكم نحو (اكرم أباك العالم) إذ الاب واجب الاكرام وان لم يكن عالما ، ففي الاول قال بالمفهوم ، وفي الثاني بعدمه. ودليل المفصل واضح لا يحتاج إلى البيان.
واختار المصنف قدسسره تبعا للمشهور عدم المفهوم للوصف واستدل بوجوه : اولها : عدم ثبوت وضع الوصف للانتفاء عند الانتفاء ، أي لمعنى يستلزم المفهوم وهو معنى العلية المنحصرة للحكم ، أي لم يثبت وضعه للعلية المنحصرة لجواز استعماله في غيرها بلا رعاية علاقة المجاز ، فلو وضع لها للزم رعاية علاقة من العلائق المعهودة ، فاللازم منتف فالملزوم مثله ، اما بيان الملازمة فواضح.
وثانيها : عدم لزوم اللغوية ان لم يكن له مفهوم ، إذ فائدة ذكر الوصف غير منحصرة في المفهوم بل له فوائد ، منها شدة الاهتمام ببيان حكم محل الوصف ، اما لاحتياج السامع إلى بيانه كأن يكون مالكا للسائمة فقط ، واما لدفع توهم عدم تناول الحكم لمحل الوصف كما في مثل قولك : (اياك وظلم اليتيم) أي اجتنب عن ظلمه ، فذكر ظلم اليتيم في الكلام لشدة الاهتمام به فليس من باب الحصر ، فكذا ما نحن فيه ، وكما في قوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ)(١) فانه لو لا التصريح بالخشية لتوهم جواز القتل معها ، فكذا صرّح بالوصف لدفع هذا التوهم ، أي توهم عدم الحكم عند الوصف. ومنها ان تكون المصلحة مقتضية لبيان حكم الوصف بالنص والتصريح ، وما سواها بالبحث والفحص. ومنها وقوع السؤال عن محل الوصف دون غيره فيجاب على طبقه. ومنها تقدم بيان حكم غير الوصف على طبق بيان حكم محل الوصف قبلا. فهذه الفوائد مترتبة على ذكر الوصف في الكلام ففائدة ذكر الوصف غير منحصرة في المفهوم.
وثالثها : عدم قرينة عامة أخرى تستلزم المفهوم ، إذ ليس الدليل بموجود
__________________
(١) سورة الاسراء ، آية ١٧.