فإن قيل : ما الفرق بين الماهية اللابشرط المقسمي والماهية اللابشرط القسمي مع كون كلّا منهما لا بشرط؟
قلنا : الفرق بينهما ان في الأولى ليس مع الماهية لحاظ اللابشرطية وفي الثاني قد لوحظت اللابشرطية مع الماهية ، فالأول مجرد مطلق والثاني مجرد في الجملة ، كما لا يخفى.
وبعد ذلك نقول ان اسم الجنس موضوع للماهية المهملة دون غيرها من أقسام الماهية وهي معراة من تمام الخصوصيات والتعينات الذهنية والخارجية حتى خصوصية قصر النظر عليها.
واحتج المصنّف قدسسره لمدعاه بوجهين :
احدهما : وضوح صدق اسماء الأجناس على افرادها من دون تصرف في مفاهيمها ، فيقال (زيد رجل) و (عمر رجل) أو (انسان) بلا تصرف في مفهومهما ، وهو كاشف كشفا قطعيا عن وضعها للماهية المبهمة ، إذ لو كانت موضوعة للماهية الملحوظ معها شيء من تلك الخصوصيات لكان استعمال اسماء الأجناس في غيرها مجازا ومحتاجا إلى عناية زائدة ، فالموضوع له مبهم من جميع الجهات. ولهذا يصح استعمال (رجل وإنسان) مثلا في (رجل عالم طويل شيب أو شاب أبيض أو أسود) و (في رجل قصير القامة جاهل أحمر أو أصفر) ، وكذا استعمال (انسان) في الماهية بجميع أطوارها وعوارضها الذهنية والخارجية.
ومن الطبيعي انه لو كان شيء من الخصوصيات مأخوذا في الموضوع له لكان استعمالها في غير الواجد لتلك الخصوصية مجازا محتاجا إلى عناية وعلاقة ، مع ان الأمر ليس كذلك.
ومن الواضح ان صحة استعمالها في الماهية في جميع حالاتها وطوارئها تكشف كشفا يقينيا عن انها موضوعة بإزاء الماهية نفسها من دون لحاظ شيء من الخصوصيات فيها حتى قصر النظر إلى ذاتها وذاتياتها. ففي مثل قولنا : (النار حارة)