يتحدان مصداقا سواء كان الشيء غير معين عند المخاطب فردا معينا في الواقع أم كان حصة كلية لا الفرد المردد بين الافراد.
فالنتيجة : النكرة اما فرد معين واقعا غير معين عند المخاطب إذا وقعت في الكلام الخبري المثبت نحو (جاءني رجل) ولهذا تحتمل الصدق على هذا الفرد أو ذاك الفرد أو ذلك الفرد. واما حصة من الكلي الطبيعي مقيدة بالوحدة إذا وقعت في الكلام الانشائي الطلبي كالأمر مثلا نحو (جئني برجل) ليس المراد منه فردا معينا في الخارج ، بل المراد منه كل ذات ثبت له الذكورية وهو حصة من الانسان الذي هو كلي طبيعي فليس مفهومها بفرد مردد بين الافراد وذلك لبداهة كون لفظ (رجل) في نحو (جئنى برجل نكرة) مع انه يصدق على كل من جيء به من افراده ك (زيد وبكر وخالد) مثلا وليس واحد من الافراد بفرد مردد بين نفسه وغيره ، أي لو كان مفهومها فردا مرددا للزم ان يصدق على فرد مثل زيد مثلا انه نفسه أو غيره فالتالي باطل قطعا فالمقدم مثله إذ كل فرد من الافراد متعين في الخارج وليس بمردد فيه بين نفسه أو غيره كما هو الحال في الفرد المردد ولو كان المراد من النكرة فكل واحد من الافراد في الخارج هو نفسه لا هو أو غيره ف (زيد) زيد في الخارج وليس بزيد أو عمرو. فاذا لم يكن مفهومها فردا مرددا فلا محالة ان يكون المراد من النكرة الواقعة في متعلق الأمر هو الطبيعي المقيد بمثل مفهوم الوحدة لتحقق الامتثال بمجيء فرد واحد من كلي الرجل ، فيكون المتعلق كليا قابلا للانطباق على كثيرين كما تقدم هذا آنفا.
قوله : فتأمل جيدا ...
وهو اشارة إلى النكرة إذا وقعت عقيب النهى أو النفي فهي تدل على العموم وعلى الطبيعة السارية مثل (لا تجئني برجل) مثلا فهذه ليست من الالفاظ التي يطلق عليها المطلق ، بل هي من الفاظ العموم.
إذا عرفت معنى النكرة والالفاظ التي يطلق عليها المطلق فالظاهر صحة