واما مثال القسم الثاني ، فمثل انصراف اطلاق لفظ (رجل) في نحو (جئني برجل إلى ذي رأس واحد) فهو لا يشمل رجلا ذا رأسين ، مثلا بعد التأمل.
واما مثال القسم الثالث : فمثل لفظ (دابة) لأنّه ينصرف اطلاقه إلى فرس وهو وضع لغة لكل ما يدبّ على وجه الأرض ، فالقدر المتيقن منه هو الفرس.
واما مثال القسم الرابع : فمثل لفظ (النبي) ولكن ينصرف إطلاقه إلى نبينا محمّد المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم. من باب ان الشيء إذا ذكر مطلقا ينصرف إلى الفرد الكامل ، فهذا الانصراف يكون قرينة على التقييد أي تقييد النبي.
واما مثال القسم الخامس فكالمجاز المشهور بحيث يترجح المجاز على الحقيقة حتى صار حقيقة ثانوية توجب اشتراك اللفظ بين الحقيقي الأوّل وبين الحقيقي الثاني ، ولهذا إذا ذكر هذا اللفظ مطلقا وبلا قرينة وجب التوقف ، كصيغة الأمر على القول بكونها حقيقة في الوجوب ولكن صار استعمالها في الندب مجازا مشهورا ، بحيث ساوى احتماله لاحتمال الحقيقة أو يرجح عليه على اختلاف بين الأعلام.
واما مثال القسم السادس : فكلفظ الفعل لأنّه وضع لغة للمعنى المصدري ، (وهو كردن وبجاه آوردن في الفارسية) ثم نقل في عرف النحاة إلى نوع خاص من الكلمة التي تدلّ على معنى في نفسها مقترن معناها بأحد الأزمنة ، ولذا ينصرف بسبب النقل من اطلاقه هذا النوع الخاص من الكلمة.
فإن قيل قد سبق ان تقييد المطلقات لا يوجب تجوزا فيها على الأظهر ، بحيث تستعمل في غير ما وضعت له ، إذ بيّن المولى مراده بتعدد الدال والمدلول فاستعمل المطلق في أصل معناه ، كما إذا قال المولى (إذا ظاهرت فاعتق رقبة مؤمنة) فاستعمل رقبة في معناها وهو طبيعة الرقبة بما هي هي و (مؤمنة) في معناها وهو ذات ثبت له عنوان الايمان ، فألقى المتكلم مراده إلى المخاطب بسبب تعدد الدال وهو لفظ رقبة ومؤمنة ، وتعدد المدلول وهو الماهية اللابشرط المقسمي أي طبيعة الرقبة وعنوان وصف الايمان ، فالرقبة استعملت في معناها دائما ، وخصوصية