تشريعا للأصول والمباني ، وأجمل في البيان إيكالا إلى تبيين النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ليبيّن للناس تفاصيل ما نزّل إليهم (١).
قال الإمام الصادق عليهالسلام : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ لهم ثلاثا ولا أربعا ، حتى كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الذي فسّر لهم ذلك» (٢).
هذا جانب من الإجمال (الإبهام) الحاصل في وجه لفيف من آيات الأحكام ، ولعله طبيعي في مثل البيان القرآني ، كما نبّهنا.
* * *
وجانب آخر أهمّ : احتواء القرآن على معان دقيقة ومفاهيم رقيقة ، تنبؤك عن كمون الخليقة وأسرار الوجود ، هي تعاليم وحكم راقية جاء بها القرآن ، وكانت فوق مستوى البشرية آنذاك ؛ ليقوم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بتبيينها وشرح تفاصيلها ، وكذا صحابته العلماء (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٣).
وذلك في مثل صفاته تعالى ـ الجلال والجمال ـ ومعرفة وجود الإنسان ، وسرّ خلقته ، ومقدار تصرّفه في الحياة ، والهدف من الخلق والإيجاد ، ومسائل المبدإ والمعاد.
كل ذلك جاء في القرآن في إشارات عابرة ، وفي ألفاظ وتعابير كنائية ، واستعارة ومجاز ؛ فكان حلّها والكشف عن معانيها بحاجة إلى فقه ودراسة وتدبّر ، وإمعان نظر وتفكير.
__________________
(١) (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل / ٤٤.
(٢) الكافي الشريف ، ج ١ ، ص ٢٨٦.
(٣) الجمعة / ٢.