الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(١). (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)(٢).
ولا شك أنّ القرآن هو السند الوثيق الوحيد لبناء الدعوة ونشر تعاليم الإسلام ، وقد نزل بيانا للناس (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ)(٣) فكان حقيقا أن يبيّن للناس (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(٤).
فالمنع عن ترجمته وبثّها بين الناس كتمان لما أنزله الله من البيّنات والهدى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)(٥).
قال تعالى ـ عن لسان نبيه ـ : (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)(٦).
إنّ في القرآن مقاصد عالية ومطالب سامية ، هي ذوات أهداف عالمية كبرى عبر الآفاق ومرّ الأيام ، يجب بثها والإعلام بها لكافة الأنام ، مما لا يتم إلا بتعميم نشر القرآن وعرضه على العالمين جميعا ، الأمر الذي لا يمكن إلّا بترجمة معانيه إلى كل اللغات الحيّة في العالم كله.
__________________
(١) آل عمران / ١٠٤.
(٢) البقرة / ١٤٣.
(٣) آل عمران / ١٣٨.
(٤) النحل / ٤٤.
(٥) البقرة / ١٥٩.
(٦) الأنعام / ١٩.