قوله تعالى : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ)(١) وقوله : (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها)(٢).
قال الإمام بدر الدين الزركشي : التفسير علم يعرف به فهم كتاب الله ، وبيان معانيه ، واستخراج أحكامه وحكمه ، وأن الله إنما خاطب خلقه بما يفهمونه ؛ ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه ، وأنزل كتابه على لغتهم ...
والقرآن إنّما أنزل بلسان عربيّ مبين في زمن أفصح العرب ، وكانوا يعلمون ظواهره وأحكامه ، وإنّما احتيج إلى التفسير ، لما فيه من دقائق باطنة لا تظهر إلّا بعد البحث والنظر ، مع سؤال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عنها في الأكثر ، كسؤالهم لما نزل : (وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ)(٣) ، فقالوا : أيّنا لم يظلم نفسه! ففسّره النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالشرك ، واستدل بقوله تعالى : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)(٤) ، وكسؤال عائشة عن الحساب اليسير (٥) ، فقال : «ذلك العرض ، ومن نوقش الحساب عذّب» (٦) ، وكقصة عدي بن حاتم في الخيط الذي وضعه تحت رأسه ، (٧) وغير ذلك مما سألوه عن آحاد منه. (٨)
__________________
(١) التوبة / ٣٧.
(٢) التوبة / ٣٧. راجع : مقدمته للتفسير ص ٤٧ ـ ٤٨.
(٣) الأنعام / ٨٢.
(٤) لقمان / ١٣.
(٥) في قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) الانشقاق / ٧ ـ ٨.
(٦) تفسير الطبري ، ج ٣٠ ، ص ٧٤.
(٧) تفسير الطبري ، ج ٢ ، ص ١٠٠.
(٨) سوف نذكر نماذج من تفاسير مأثورة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عند الكلام عن التفسير في عهد الرسالة.