* وربما سألوه عن عموم حكم وشموله لبعض ما اشتبه عليهم أمره ، فقد سأله جرير بن عبد الله الجبلي (١) عن نظرة الفجأة ، وقد قال تعالى : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ ..)(٢) ، فهل يشمل عموم الأمر بالغضّ لما إذا كانت النظرة فجأة ، وهي غير إراديّة؟
قال جرير : فأمرني صلىاللهعليهوآلهوسلم أن أصرف بصري (٣) ، أي لا يداوم في النظرة ، ويصرف ببصره من فوره.
* وعن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : جاء رجل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وسأله عن أمر اليتامى ؛ حيث قوله تعالى : (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً) إلى قوله : (وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا ، وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ، وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ...). (٤) فقال : يا رسول الله ، إن أخي هلك وترك أيتاما ولهم ماشية ، فما يحلّ لي منها؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن كنت تليط حوضها ، وتردّ ناديتها ، وتقوم على رعيّتها ، فاشرب من ألبانها ، غير مجتهد ولا ضارّ بالولد ، والله يعلم المفسد من المصلح (٥). إشارة إلى قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ
__________________
(١) أسلم قبل وفاة النبي بأربعين يوما. كان سيد قومه وجيها حسن الصورة وكان يلقب بيوسف هذه الأمة. ولما دخل على النبي رحب به وأكرمه ، وقال : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. وبعثه في مائة وخمسين فارسا إلى ذي الخلصة ليهدم بيت صنم كان هناك لخثعم ، ودعا له ، وقال : اللهم اجعله هاديا مهديا. توفي سنة ٥١.
(٢) النور / ٣٠.
(٣) المستدرك ، ج ٢ ، ص ٣٩٦.
(٤) النساء / ٢ و ٦. والحوب : الإثم.
(٥) العياشي ، ج ١ ، ص ١٠٧ ، رقم ٣٢١. لاط الحوض : مدره لئلا ينشف الماء. والنادية : النوق