كان المخبر به من قبلهم محتملا ، ولم يقم دليل على صدقه ولا على كذبه. قال : كما أفاده ابن حجر ، ونبّه عليه الشافعي (١).
وأمّا المستشرقون فقد ذهبوا في ذلك مذاهب بعيدة ، بالغوا فيها إلى حدّ ترفضه شريعة النقد والتمحيص. يقول العلّامة المستشرق إجنتس جولد تسيهر :
«وترى الرواية الإسلامية أن ابن عباس تلقّى بنفسه ـ في اتصاله الوثيق بالرسول ـ وجوه التفسير التي يوثق بها وحدها. (٢) وقد أغفلت هذه الرواية بسهولة ـ كما في أحوال أخرى مشابهة ـ أن ابن عباس عند وفاة الرسول كان أقصى ما بلغ من السّنّ (١٠ ـ ١٣) سنة.
«وأجدر من ذلك بالتصديق ، الأخبار التي تفيد أن ابن عباس كان لا يرى غضاضة أن يرجع ، في الأحوال التي يخامره فيها الشك ، إلى من يرجو عنده علمها. وكثيرا ما ذكر أنه كان يرجع ـ كتابه ـ في تفسير معاني الألفاظ إلى من يدعى (أبا الجلد) والظاهر أنه (غيلان بن فروة الأزدي) الذي كان يثنى عليه بأنّه قرأ الكتب (٣).
__________________
(١) التفسير والمفسرون ، ج ١ ، ص ٧٠ ـ ٧١ و ٧٣ و ١٧٠ ـ ١٧٣. وراجع : فتح الباري لابن حجر ، ج ٨ ، ص ١٢٩ وج ١٣ ، ص ٢٨٢.
(٢) هنا يعلّق المترجم الدكتور عبد الحليم النجار. يقول : وأين الرواية التي يزعمها ، وما قيمتها في نظر رجال النقد؟ (مذاهب التفسير الإسلامي ، ص ٨٤) والصحيح ـ كما أسلفنا ـ أنّ ابن عباس أخذ تفسيره من الصحابة ولا سيّما من أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، فهو إنّما أخذ التفسير من الرسول بواسطة أصحابه الأخيار.
(٣) يقول فيه العسكري في كتاب التصحيف والتحريف : هو صاحب كتاب وجمّاع لأخبار الملاحم. (مذاهب التفسير ، ص ٨٥ الهامش رقم ٣)