المطبوعة خطأ قطعا. قال ابن حجر : موسى بن سالم أبو جهضم مولى آل العباس ، أرسل عن ابن عباس. وهو من رواة الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام (١). وفي الخلاصة : موسى بن سالم مولى العباسيين أبو جهضم عن أبي جعفر الباقر ، وعنه الحمّادان (٢). والإمام الباقر توفّي سنة (١١٤)
وأخيرا ، فإنّ الموارد التي ذكروا مراجعة ابن عباس فيها لأهل الكتاب لا تعدو معاني لغوية بحتة ، لا تمسّ قضايا سالفة عن أمم خلت كما زعموا ، ولا سيّما السؤال عن «البرق» ، وهو لفظ عربي خالص ، لا موجب للرجوع فيه إلى رجال أجانب عن اللّغة. كيف يا ترى يرجع مثل ابن عباس ـ وهو عربي صميم وعارف بمواضع لغته أكثر من غيره ـ إلى اليهود الأجانب؟! وهل يخفى على مثله ما للفظ البرق من مفهوم؟ ثم كيف اقتنع بتفسيره بالماء؟ اللهم إن هذا إلّا اختلاق!
الأمر الذي يقضي بالعجب ، كيف يحكم هذا العلّامة المستشرق حكمه الباتّ ، بأنّ كثيرا ما ذكر أنه كان يرجع ـ كتابة ـ في تفسير معاني الألفاظ إلى من يدعى أبا الجلد؟! (٣) ويجعل مستنده هذه المراجعة المفتعلة قطعا ، إذ كيف يعقل أن يراجع ، مثله في مثل هذه المعاني؟!
وأسخف من الجميع تبرير ما نسب إلى ابن عباس من أقاصيص أسطورية جاءت عنه ، بأنه من جرّاء رجوعه إلى أهل الكتاب في هكذا أمور بعيدة عن صميم الدين. قال الأستاذ أمين : وهذا يعلّل ما في تفسيره من إسرائيليات. قال
__________________
(١) تهذيب التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٣٤٤.
(٢) خلاصة التهذيب ، ص ٣٩٠.
(٣) مذاهب التفسير الإسلامي ، ص ٨٥.