تعالى بذلك : وقد أثبتنا فيما قبل أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بيّن الجميع إمّا في إيجاز أو تفصيل ، ولم يترك شيئا تحتاج إليه أمّته ـ ومنها فهم معاني القرآن كله ـ لم يبيّنه لهم ، إنما عليه البيان كما كان عليه البلاغ.
أما توسّع الكلبي في التفسير فأمر معقول ، بعد كونه ناجما عن توسّعه في العلم ، وتربيته في مهد العلم كوفة العلماء الأعلام من صحابة الرسول الأخيار. وهذا لا يعدّ عيبا في الرجل.
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم |
|
بهنّ فلول من قراع الكتائب |
وتفسير الكلبي هذا لا يزال موجودا منعما بالحياة ، وقد استقصى الدكتور شواخ نسخه المخطوطة في المكتبات اليوم ، منذ نسخته التي كتبت سنة (١٤٤) ه حتى القرن (١٢) (١).
وأما أبو صالح ـ ويقال له : باذام أو باذان ، مولى أم هانئ بنت أبي طالب ـ فقد روى عن علي عليهالسلام وابن عباس ومولاته أم هانئ ، وروى عنه الأجلّاء كالأعمش والسدّي الكبير والكلبي والثوري وغيرهم.
قال عليّ بن المديني عن يحيى القطان : لم أر أحدا من أصحابنا تركه ، وما سمعت أحدا من الناس يقول فيه شيئا.
قال ابن حجر : وثّقه العجلي وحده. قال : ولمّا قال عبد الحق ـ في الأحكام ـ : إن أبا صالح ضعيف جدّا ، أنكر عليه أبو الحسن ابن القطان في كتابه (٢). وقال ابن معين : ليس به بأس. وقال ابن عديّ : عامة ما يرويه تفسير (٣).
__________________
(١) معجم مصنفات القرآن الكريم ، ج ٢ ، ص ١٦٦ ـ ١٦٩ ، رقم ١٠٠٥.
(٢) تهذيب التهذيب ، ج ١ ، ص ٤١٦.
(٣) ميزان الاعتدال ، ج ١ ، ص ٢٩٦.