والتفسير. أخذ القراءة من ابن عباس ، وسمع منه التفسير ، وأكثر روايته عنه. كان قد تفرّغ للعلم والقرآن حتى صار علما وإماما للناس. قال أبو القاسم الطبري : هو ثقة ، حجة ، إمام على المسلمين ، وكان مجمعا عليه بين أرباب الحديث والتفسير.
له مناظرة مع الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي ، حينما أراد قتله ، تدلّ على قوّة إيمانه وصلابته في الولاء لآل البيت عليهمالسلام ، قتله صبرا سنة (٩٥) وهو ابن (٤٩)
روى أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي بإسناده إلى الإمام أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : إنّ سعيد بن جبير كان يأتمّ بعليّ بن الحسين عليهماالسلام ، وكان عليّ عليهالسلام يثني عليه. وما كان سبب قتل الحجاج له إلا على هذا الأمر ، وكان مستقيما (١).
وفي مصنفات أصحابنا الإمامية عنه وصف جميل (٢) ، وكذا في سائر المصنفات الرجالية وغيرها (٣).
__________________
(١) ذكر الكشّي في رجاله (ط رجائي) ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ، رقم ١٩٠ ـ : لما دخل سعيد على الحجاج ، قال له : أنت شقي بن كسير. قال : كانت أمّي أعرف باسمي. قال : ما تقول في فلان وفلان ، هما في الجنة أو في النار؟ قال : لو دخلت الجنة فنظرت إلى أهلها لعلمت من فيها ، وإن دخلت النار ورأيت أهلها لعلمت من فيها. قال : فما قولك في الخلفاء؟ قال : لست عليهم بوكيل. قال : أيّهم أحبّ إليك؟ قال : أرضاهم لخالقي. قال : وأيّهم أرضى للخالق؟ قال : علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم. قال : أبيت أن تصدّقني! قال : بلى ، لم أحبّ أن أكذّبك!
(٢) راجع : أعيان الشيعة للأمين العاملي ، ج ٧ ، ص ٢٣٤ ـ ٢٣٦. وسفينة البحار للقمي ، ج ١ ، ص ٦٢١ ـ ٦٢٢. ومناقب ابن شهرآشوب ، ج ٤ ، ص ١٧٦.
(٣) راجع : حلية الأولياء لأبي نعيم ، ج ٤ ، ص ٢٧٢ ـ ٣١٠. وابن خلكان ، ج ٢ ، ص ٣٧١ ـ ٣٧٤ ، رقم ٢٦١. والمعارف لابن قتيبة ، ص ١٩٧. وتهذيب التهذيب لابن حجر ، ج ٤ ، ص ١١ ـ ١٤.