ما نسخها شيء.
هكذا روى ابن سعد روايتين بهذا اللفظ ، أسندهما إلى الشعبي.
ثم أخرج عن عاصم رواية مرسلة ، قال : وذكر أن مسروقا بنفسه أتى صفّين فوقف بين الصّفّين ثم قال : يا أيّها الناس ، أرأيتم لو أن الخ ثم انساب بين الناس فذهب!
ولعل ذاكر الخبر ـ وهو مجهول الهويّة ـ اشتبه عليه لفظة «حتى إذا كان بين الصّفّين ..» في الخبر المزعوم ، فزعم أنّ الضمير يعود إلى مسروق ، في حين أنه عائد إلى الملك ، حسب المزعومة! (١)
ويحتمل أن مسروقا هذا هو العكّي صاحب معاوية. كان من وجوه أهل الشام وكانت له صحبة. كان يحرّض معاوية على الخروج من الطاعة والقيام بطلب دم عثمان ، فكان شديدا على الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في تلك المواقف. ذكره ابن حجر في الإصابة (٢).
وأما القول بأنه كان عشّارا لمعاوية (٣) ، وأن زيادا استعمله على السلسلة ، ومات بها سنة (٦٢ أو ٦٣) (٤) ، وكان مسروق متذمّرا من عمله ذلك ، وكان يقول :
لم يدعني ثلاثة : زياد ، وشريح ، والشيطان ، اكتنفوني ولم يزالوا يزينونه لي حتى أوقعوني فيه. وكان يقول : ما عملت عملا قط أخوف عليّ من أن يدخلني النار من
__________________
(١) راجع : طبقات ابن سعد ، ج ٦ (ط ليدن) ، ص ٥١ ـ ٥٢.
(٢) الإصابة ، ج ٣ ، ص ٤٠٨ ، رقم ٧٩٣٤.
(٣) الكشّي ، ص ٩٠ ـ ٩١ رقم ٣٤. وقاموس الرجال ، ج ٨ ، ص ٤٧٦.
(٤) تهذيب التهذيب ، ج ١٠ ، ص ١١١.