الحديث ، وكان يقول بشيء من القدر. وأخرج ابن خلكان عن أبي عمرو بن العلاء ، قال : حسبك قتادة ، فلولا كلامه في القدر (١).
ولكن مع ذلك فقد اعتمده القوم واعتبروه حجة في الحديث ، كما قال ابن سعد. قال عليّ بن المديني : قلت ليحيى بن سعيد : إنّ عبد الرحمن يقول : أترك كل من كان رأسا في بدعة ، يدعو إليها. قال : كيف تصنع بقتادة ، وابن أبي رواد ، وعمر ابن ذرّ؟! وذكر قوما ، ثم قال يحيى : إن تركت هذا الضرب ، تركت ناسا كثيرا (٢).
قلت : رميه بالقدر ، أو شيء من القدر ، إنّما جاء من قبل قوله بالعدل ، حسبما كان يقوله شيخه الحسن البصري ، على ما تقدم في ترجمته. وكانت العامّة ممّن تأثّروا بمذهب أبي موسى الأشعري وحفيده أبي الحسن الأشعري ، كانوا يرون خلاف ذلك ، وأنّ الأفعال كلها مخلوقة لله وعن إرادته ، وليس للعبد اختيار في عمله ... عقيدة جاهلية أولى ، كانت تمكّنت من نفوس العرب ، ولم تكد تنخلع بعد ، ما دامت العامة وعلى رأسهم الأشعريّان ، منحرفين عن تعاليم آل بيت الرسول ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ.
هذا ، وقد عرف قتادة السدوسي بالولاء لأهل البيت وعلى رأسهم الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وفي التاريخ منه مواقف مشرّفة سجّلها أهل السير والحديث :
أخرج ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني بإسناده عن أبان بن عثمان البجلي ، قال : حدّثني الفضيل البرجمي ، قال : كنت بمكة ، وخالد بن عبد الله
__________________
(١) الطبقات ، ج ٧ ، ق ٢ ، ص ١. والوفيات ، ج ٤ ، ص ٨٥.
(٢) تهذيب التهذيب ، ج ٨ ، ص ٣٥٣.