وكان استشهاده بهذه الآية تدليلا على أنّ الله يحبّ أن يؤخذ برخصه ، ولا سيّما الطيّبات ، ما لم ينه عنه الشارع الحكيم ذاته. إشارة إلى أنّ نهي مثل عمر لا تأثير له في حكم شرعي مستدام بذاته.
أما قضية عمرو بن حريث فهو ما أخرجه الحافظ عبد الرزاق في مصنّفه عن ابن جريج ، قال : أخبرني أبو الزبير عن جابر قال : قدم عمرو بن حريث الكوفة فاستمتع بمولاة ، فأتي بها عمر وهي حبلى ، فسأله فاعترف ، قال : فذلك حين نهى عنها عمر (١).
وقريب منها قصّة سلمة ومعبد ابني أميّة بن خلف :
أخرج عبد الرزاق بسند صحيح عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس ، قال : لم يرع عمر إلّا أمّ أراكة قد خرجت حبلى ، فسألها عمر ، فقالت : استمتع بي سلمة بن أميّة (٢).
وذكر ابن حجر ـ في الإصابة ـ أنّ سلمة استمتع من سلمى مولاة حكيم بن أميّة الأسلمي فولدت له فجحد ولدها.
وزاد الكلبي : فبلغ ذلك عمر فنهى عن المتعة ، وروى أيضا أنّ سلمة استمتع بامرأة فبلغ عمر فتوعّده (٣).
قال ابن حجر : القصة بشأن سلمة ومعبد ابني أميّة واحدة ، أختلف فيها هل وقعت لهذا أو لهذا (٤).
__________________
(١) فتح الباري بشرح البخاري لابن حجر (ج ٩ ، ص ١٤٩) وأخرجه عبد الرزاق في مصنّفه عن ابن جريج (الغدير ، ج ٦ ، ص ٢٠٦ ـ ٢٠٧)
(٢) فتح الباري ، ج ٩ ، ص ١٥١.
(٣) الإصابة في تمييز الصحابة ، ج ٢ ، ص ٦٣ رقم ٣٣٦٣.
(٤) فتح الباري ، ج ٩ ، ص ١٥١.