الله؟ قم عني. قال القرطبي : أخرجه الدار قطني (١).
وهكذا نرى سعد بن أبي وقّاص لم يأبه بمنع عمر تجاه سنّة سنّها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، رواه الترمذي أيضا بإسناده إلى شهاب ، عن محمد بن عبد الله بن الحارث : أنه سمع سعد بن أبي وقّاص والضحّاك بن قيس ، وهما يذكران التمتّع بالعمرة إلى الحج ، فقال الضحّاك : لا يصنع ذلك إلّا من جهل أمر الله. فقال سعد : بئس ما قلت ، يا ابن أخي! فقال الضحّاك : فإن عمر قد نهى عن ذلك ، فقال سعد : قد صنعها رسول الله ، وصنعناها معه. (٢)
وهذا عمران بن الحصين يحذو حذوهما في جرأة وصراحة ، يقول : «إنّ الله أنزل في المتعة آية وما نسخها بآية أخرى. وأمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالمتعة وما نهانا عنها ، قال رجل فيها برأيه ما شاء» ، يريد عمر بن الخطاب ، على ما صرّح به الرازي (٣) وابن حجر (٤). أخرجه ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم (٥).
وأخرجه أيضا أحمد في مسنده عنه قال : «نزلت آية المتعة في كتاب الله تبارك وتعالى ، وعملنا بها مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم تنزل آية تنسخها ، ولم ينه
__________________
(١) تفسير القرطبي ، ج ٢ ، ص ٣٨٨.
(٢) جامع الترمذي ، ج ٣ ، ص ١٨٥ رقم ٨٢٣.
(٣) أورده الإمام الرازي بشأن متعة النساء (التفسير الكبير ، ج ١٠ ، ص ٥٣)
(٤) قال ابن حجر : لأنه أول من نهى عنها وكأنّ من بعده (عثمان ومعاوية) كان تابعا له في ذلك. (فتح الباري ، ج ٣ ، ص ٣٤٥)
(٥) الدر المنثور ، ج ١ ، ص ٢١٦. وراجع : صحيح مسلم ، ج ٤ ، ص ٤٨ ـ ٤٩ أورده بألفاظ مختلفة ومتقاربة تماما. وأورده البخاري في تفسير سورة البقرة باب فمن تمتّع (ج ٦ ، ص ٣٣) وفي كتاب الحجّ باب التمتع على عهد رسول الله (ج ٢ ، ص ١٧٦)