وأيضا ، فإن أخبار العرض على كتاب الله ، خير شاهد على إمكان فهم معانيه والوقوف على مبانيه.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن على كلّ حقّ حقيقة ، وعلى كلّ صواب نورا ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه».
وخطب بمنى ، وكان من خطبته : «أيّها الناس ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله».
وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام : «كل شيء مردود إلى الكتاب والسنّة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف».
وقال : «إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله ، أو من قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإلّا فالذي جاءكم به أولى به» (١).
وفي كثير من إرجاعات الأئمّة عليهمالسلام أصحابهم إلى القرآن ، لفهم المسائل واستنباط الأحكام منه ، لدليل ظاهر على حجّية ظواهر القرآن ، وضرورة الرجوع إليه.
قال زرارة بن أعين : قلت لأبي جعفر الإمام محمد بن علي الباقر عليهالسلام : ألا تخبرني من أين علمت وقلت : إن المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين؟
فضحك ، وقال : يا زرارة ، قاله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ونزل به الكتاب من الله ؛ لأن الله عزوجل قال : (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) فعرفنا أن الوجه كله ينبغي أن يغسل ، ثم قال : (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) فوصل اليدين إلى المرفقين بالوجه ، فعرفنا أنه
__________________
(١) الأحاديث مستخرجة من الكافي الشريف ، باب الأخذ بالسنة وشواهد الكتاب ، ج ١ ، ص ٦٩ ، رقم ١ و ٥ و ٣ و ٢.