المعصية لله ولرسوله ولو سمعوا وأطاعوا لأودعتهم ما أودع أبي لاصحابه ، إن أصحاب أبي كانوا زينا إحياء وأمواتا ، اعني زرارة ومحمد بن مسلم ومنهم ليث المرادي وبريد العجلي ، هؤلاء القوامون بالقسط ، هؤلاء السابقون أولئك المقربون (١).
وروى ابن حجر العسقلاني عن سعد بن عبد الله القمي بسند له إلى جعفر الصادق (عليهالسلام) إنه قال : أوتاد الأرض أربعة ، فذكره منهم (٢) ، إلى غير ذلك من الأخبار التي وردت في الإشادة بالرجل وبيان عظيم منزلته عند أئمة أهل البيت (٣) ، والتي تدل كلها على وجاهته ووثاقته عند علماء الجرح والتعديل من الإمامية والجمهور ، ولهذا كله أخذنا برواياته التي رواها عن الإمام الباقر واعتبرنا سنده فيها عنه صحيحا.
١٠ ـ بكير بن حبيب
الاحمسي (٤) ، البجلي ، الكوفي ، روى عن الإمام الباقر والصادق ، وكنيته أبو مريم (٥) ، روى عنه منصور بن حازم (٦) ، لم يتعرض العلماء لوثاقته أو عدمها من الإمامية والجمهور بل اقتصروا على ذكر اسمه وكنيته فمثلا قال ابن حجر العسقلاني : بكير بن حبيب الأحمسي ، البجلي ، الكوفي ، يكنى أبا مريم (٧) ، أي إنهم عرفوا به فقط ، وأظن أن السبب هو لقلة ما ورد عنه من روايات عن الإمام الباقر (عليهالسلام) فمن خلال استقصائنا الشامل لما روي عن الإمام الباقر ورواته وجدنا لهذا الرجل رواية واحدة في التفسير.
__________________
(١) معرفة الرجال ، الكشي ، ٢٠٦.
(٢) لسان الميزان ، العسقلاني ، ٢ / ١٠.
(٣) ظ : معجم رجال الحديث ، الخوئي ، ٣ / ٣٠٧ ـ ٣١٥.
(٤) الاحمسي : نسبة إلى بني أحمس حي من بني أنمار بن أرش من القحطانية ، غلب على بنيه اسمه فقيل لهم الأحمس ، والاحمس في اللغة الشديد ، ويطلق على الرجل الشجاع ، جاء ذلك في : تنقيح المقال ، المامقاني ، ١ / ١٧٧.
(٥) الرجال الطوسي ، ١٠٩.
(٦) معجم رجال الحديث ، الخوئي ، ٣ / ٣٦٥.
(٧) لسان الميزان ، العسقلاني ، ٢ / ٤٩.