تعالى : (وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ) وقد قال تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ)(١) فقال أبو جعفر الباقر : قد فرق الله بينهما ، ثم قال : أكنت قاتل رجل لو قتل أخاك؟ قلت : نعم ، قال : فلو مات موتا أكنت قاتلا به أحدا؟ قلت : لا ، قال : ألا ترى كيف فرق الله بينهما (٢).
ولا ريب في اختلاف أصناف الموت وأنواعه ولا ربط لأحد الأصناف والأنواع بالآخر ، فذات الموت شيء والقتل شيء آخر وإن كان الأخير سببا له ، وهو ـ أي الإمام الباقر ـ يبين منشأ الخلاف والسائل تمسك بذكر جنس الموت كما في قوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ)(٣).
وللإمام الباقر استنباطات كثيرة وخاصة في الأحكام الفقهية وغيرها تدل على عمق فهمه ، وحسن استنباطه ، وفي أكثرها إجابة لتساؤلات من أصحابه وتلامذته أو من عامة الناس ، فقد كان يرجع إليه الكثير من العلماء في مثل تلك الاستنباطات.
وأخيرا : إن المتتبع لأقواله وآرائه في التفسير يجد غوصه في المعاني واستنباطه الأحكام واضحا جليا ، فهو يعلل ويقارن ويوجه ويستنبط من الآية ما تشير إليه من معان قد لا تدرك بسهولة ويسر إلا للمتبحرين من العلماء ، وكيف لا يتأتى ذلك للإمام أبي جعفر الباقر وهو الذي لقب بباقر علوم الأولين والآخرين وقد تحصل إجماع العلماء على ذلك.
* * *
__________________
(١) آل عمران / ١٨٥.
(٢) تفسير العياشي ، ١ / ٢٠٢+ تفسير القرآن ، ١ / ٣٢٣+ بحار الأنوار ، المجلسي ، ٩ / ٧٠.
(٣) ظ : المواهب الرحمن ، السبزواري ، ٦ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦.