قال تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ)(١).
٦ ـ روى علي بن إبراهيم في تفسيره ، في تفسير قوله تعالى : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ)(٢) عن جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام أبي جعفر الباقر قال : شهد الله أنه لا إله إلا هو ، فإن الله تبارك وتعالى يشهد بها لنفسه وهو كما قال ، فأما قوله (والملائكة) فإنه أكرم الملائكة بالتسليم لربهم وصدقوا وشهدوا كما شهد لنفسه ، وأما قوله تعالى (وأولي العلم قائما بالقسط) فإنّ أولي العلم الأولياء والأوصياء ، وهم قيام بالقسط ، والقسط هو العدل (٣).
وبيان هذا الحديث الذي استطاع الإمام الباقر فيه أن يستنبط معناه من الآية الكريمة فهو إمّا جهة إكرام الملائكة لأنه تعالى ذكرهم بعد نفسه الأقدس ، وإمّا التسليم لربهم فلا ريب في أن المجردات مطلقا خاضعة خضوعا تكوينيا لله جل جلاله لذاته ولجميع صفاته خصوصا لوحدانيته تعالى ، وأنه جلت عظمته يتجلى لهم بوحدانيته فتكون شهادة الملائكة بالتوحيد بتجليه تبارك وتعالى لهم بتلك الصفة ، ولو لوحظ مراعاة الاصطلاح تكون شهادتهم من عين اليقين فضلا عن حق اليقين ، وأما قوله (عليهالسلام) (وهم قيام بالقسط) فهو من ذكر المصدر من باب المبالغة في التعبير والاختصاص للقيام بخصوص أولي العلم بل يشمل الملائكة أيضا (٤).
٧ ـ روى العياشي في تفسيره ، في تفسير قوله تعالى : (وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ)(٥) عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا جعفر عن قوله
__________________
(١) الأعراف / ١٧٢.
(٢) آل عمران / ١٨.
(٣) تفسير القرآن ، القمي ، ١ / ٢٧٣+ تفسير العياشي ، ١ / ١٦٥ ـ ١٦٦+ الصافي في تفسير القرآن ، الفيض الكاشاني ، ١ / ٢٥٠.
(٤) ظ : مواهب الرحمن ، السبزواري ، ٥ / ١٨٢.
(٥) آل عمران / ١٥٨.