وروى الشيخ الطوسي عن الإمام الباقر أنه قال : نزلت في علي (عليهالسلام) حين بات على فراش رسول الله (صلىاللهعليهوآله) لما أرادت قريش قتله ، حتى خرج رسول الله وفات المشركين أغراضهم ، وبه قال عمر بن شبة (١).
٣ ـ أخرج السيوطي باسناده عن عبد بن حميد عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي الباقر قال : لما أمر النبي (صلىاللهعليهوآله) بصدقة الفطر جاء رجل بتمر رديء فأمر النبي (صلىاللهعليهوآله) الذي يخرص النخل أن لا يجيزه ، فأنزل الله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)(٢)(٣).
٤ ـ في سبب نزول قوله تعالى : (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ)(٤) قال الإمام الباقر : نزلت هذه الآية في أصحاب الصفة وهم نحو من أربعمائة رجل لم
__________________
(١) التبيان في تفسير القرآن ، الشيخ الطوسي ، ٢ / ١٨٣ ، ورواه أيضا في اماليه بأسانيده عن زين العابدين وابن عباس وأنس وعمرو بن العلاء وعن أبي اليقظان عمار عن رسول الله (صلىاللهعليهوآله) ، ورواه علي بن إبراهيم القمي في تفسيره بخمسة طرق ، ١ / ٢٠٦ ـ ٢٠٨ ، ورواه الطبرسي في مجمع البيان عن ابن عباس ، ٢ / ٣٠١ والثعلبي في الجزء الأول من تفسيره عن ابن عباس وعن جابر عن الباقر ، وفي تفسير آلاء الرحمن ، محمد جواد البلاغي ، ١ / ١٨٤ ، وفي مواهب الرحمن ، السبزواري ، ٣ / ٢٤١. ورواه جمع غفير من علماء الحديث والتفسير من الفريقين.
ومن الجدير بالذكر أن الطبري أخرج بسنده عن عكرمة في تفسيره ، ٢ / ١٨٦ ـ ١٨٧ سببا آخرا لنزول هذه الآية الكريمة وقد تابعه ابن كثير في تفسيره ، ١ / ٢٤٧ من أن الآية نزلت في صهيب الرومي أو أبي ذر وتابعهما الواحدي في أسباب النزول ، ٤٦. وكذلك السيوطي في الدر المنثور ، ١ / ١٢٣ ولباب النقول ، ٤٠ ـ ٤١. ويمكن الجمع بين هذه الأخبار المتعارضة فقد تتعدد الأسباب الصحيحة المتكافنة التي لا نستطيع أن نرجح سببا على آخر ، فتتنزل بموجبها آية واحدة فتكون من باب تعدد الأسباب والنازل واحد.
(٢) البقرة / ٢٦٧.
(٣) الدر المنثور ، السيوطي ، ١ / ٣٢٥ وقال في لباب النقول ص ٤٩ روى الحاكم والترمذي وابن ماجة عن البراء قال : نزلت هذه الآية فينا ، وساق نفس الرواية وكذلك رواها عن جابر ، وأخرجها أيضا الطبري في تفسيره ، ٣ / ٥٥ عن البراء والإمام علي ، وابن كثير في تفسيره ، ١ / ٣٢٠ ، والواحدي في أسباب النزول ص ٦٢ عن البراء ، ورواه الطبرسي ، ٣ / ٣٨٠ عن الإمام علي والبراء والحسن وقتادة ، والطوسي في تفسيره ، ٣ / ٣٤٤ والعياشي في تفسيره ، ١ / ١٤٩ فقد أخرج عن زرارة بن أعين عن الإمام الباقر نفسها الرواية.
(٤) البقرة / ٢٧٣.