١٧ ـ في سبب نزول قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ)(١) عن زياد بن المنذر عن الإمام أبي جعفر الباقر قال : وذلك أن أهل المدينة قبل أن يسلموا كان يعتزلون الأعمى والأعرج والمريض لا يأكلون معهم وكانت الأنصار في نبل وتكرم معهم فقالوا : أن الأعمى لا يبصر الطعام والأعرج لا يستطيع الزحام والمريض لا يأكل كما يأكل الصحيح فعزلوا لهم طعامهم على ناحية وكانوا يرون في مؤاكلتهم جناحا وكان الأعرج والأعمى والمريض يقولون لعلنا نؤذيهم إذا أكلنا معهم فاعتزلوا مؤاكلتنا ، فلما قدم النبي (صلىاللهعليهوآله) سألوه في ذلك ، فأنزل الله هذه الآية (٢).
١٨ ـ في سبب نزول قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٣) عن زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم الطائفي عن الإمام الباقر قال : نزلت هذه الآية في رسول الله (صلىاللهعليهوآله) وعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (عليهمالسلام) وذلك في بيت أم سلمة زوج رسول الله (صلىاللهعليهوآله) ، فدعا رسول الله عليا وفاطمة والحسن والحسين ثم ألبسهم كساء خيبريا ودخل معهم ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (٤).
وقد أخرج الطوسي والطبرسي هذا السبب لنزول هذه الآية عن طريق أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك وواثلة بن الاسقع وعائشة وأم سلمة وجابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين (٥).
__________________
(١) النور / ٦١.
(٢) تفسير القرآن ، القمي ، ٢ / ١٠٨ ـ ١٠٩+ مقتنيات الدرر ، الحائري ، ٧ / ٣٨١. وانظر : أحكام القرآن ، ابن العربي ، ٣ / ١٤٠٣ حيث أورد ثمانية أقوال في سبب نزول هذه الآية وجعل هذا السبب هو الأول ورواه عن ابن عباس ورجحه ، وانظر : أسباب النزول ، الواحدي ، ٢٣٢ ذكر نفس الرواية عن ابن عباس وسعيد بن جبير والضحاك ، وكذلك انظر : لباب النقول ، السيوطي ، ١٦٠.
(٣) الأحزاب / ٣٣.
(٤) تفسير القرآن ، القمي ، ٢ / ٣١٣+ الصافي في تفسير القرآن ، الفيض الكاشاني ، ٢ / ٣٥١ ـ ٣٥٢.
(٥) ظ : التبيان في تفسير القرآن ، الشيخ الطوسي ، ٢٢ / ٣٣٨+ مجمع البيان ، الطبرسي ، ١٢ / ٣٥٦ ـ ٣٥٧.