بأقوامهم ، وكيف كان العاقبة للمتقين والخزي والعذاب للمعاندين الكافرين (١) ، قال تعالى : (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ)(٢).
٣ ـ دليل على صدق نبوة الرسول الكريم (صلىاللهعليهوآله) ، إذ أنه أخبر عن الغيب ، وما اخباره ذاك إلا عن طريق الوحي المرسل من السماء ، لأنه (صلىاللهعليهوآله) رجل أمي لا عهد له بالقراءة والكتابة ولا قومه إذ أنهم لم يكونوا يعرفون من ذلك القصص شيئا (٣) ، قال تعالى : (تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)(٤).
٤ ـ إن في القصص القرآني غرضا دينيا جليلا ، هو بيان بعض الأحكام الشرعية الكلية التي لا تختص بها شريعة سماوية دون أخرى ، بل هي موجودة في كل الشرائع السماوية وهي غير قابلة للنسخ ومؤكدة وثابتة من ذلك قصة ابني آدم (٥). وتثبت هذه القصة أن الغيرة والحسد إذا تمكنا في النفس الإنسانية يؤديان بها إلى الاعتداء على الآخرين فلا دواء لهذا المرض إلا ببتر من استكن في قلبه ، فذكر سبحانه وتعالى عقب تلك القصة (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً)(٦).
وهناك أغراض أخرى للقصة القرآنية غير ما ذكرنا (٧) ، لسنا بصددها تفصيلا وقد ظهرت آراء متعددة في مسألة فهم القصص القرآني الراجح منها : هو الوقوف عند ما ورد في القرآن الكريم مع الاحتفاظ بدلالة الألفاظ اللغوية على معانيها وإفادتها للواقع هي تعبير صحيح عنه ، دون تزيد عليه بما لم يرد فيه اعتمادا على روايات لا سند لها كما صنع المفرطون ، ودون تحيف لمعانيها باعتبار
__________________
(١) الأنبياء في القرآن ، محمود الشرقاوي ، ١٠٢+ التصوير الفني في القرآن الكريم ، سيد قطب ، ١٢٢.
(٢) هود / ١٢٠.
(٣) دراسات في التفسير الموضوعي للقصص القرآني ، أحمد جمال العمري ، ١٧٧.
(٤) هود / ٤٩.
(٥) ظ : الآيات / ٢٧ ـ ٣١ من سورة المائدة.
(٦) المائدة / ٣٢.
(٧) أوصلها سيد قطب إلى عشرة أغراض ، انظر للتفاصيل : التصوير الفني للقرآن ، ١١٧ ـ ١٢٥.