عليه يلقب بالباقر (عليهالسلام) والدليل على ذاك واضح جدا من خلال الاستقراء التاريخي لرجال الأمة وقادتها من صحابة وتابعين وعلماء.
ولهذه الأسباب مجتمعة قد رجحنا القول الأول لتميز الإمام الباقر (عليهالسلام) بين التابعين بغزارة علمه وسعة معارفه وانتشار ذلك عنه في الآفاق الإسلامية وهجرة طلاب العلم إليه لتلقي العلوم والمعارف على يديه ، وعلى الرغم من ذلك فلا يمنع هذا من الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة فلا خير أن يكون سبب شهرة الإمام محمد بن علي بن الحسين بلقب الباقر (عليهالسلام) أن تكون تلك الأقوال وأدلتها مجتمعة فيه ، فلا شرف يدانيه شرف العلم والعبادة وإظهار الحق للترابط الحاصل بين هذه الحيثيات في شخص الإمام أبي جعفر الباقر ، فأيها كان كانت معه المنزلة الرفيعة والمكان المميز لشخصيته الفريدة ، وصدق الشاعر فيه حين قال :
يا باقر العلم لأهل التقى |
|
وخير من لبّى على الأجبل (١) |
نقش خاتمه :
وردت روايات وأقوال عديدة في الكلمات التي كانت منقوشة على خاتم الإمام أبي جعفر الباقر ، دلّت على شدّة انقطاعه لله تعالى وتعلّقه به ، لأن نقش الخاتم عادة يكشف لنا بعض الجوانب من شخصية حامله ، وإليك تلك الأقوال والروايات في نقش خاتمه :
١ ـ روى الشيخ الصدوق بسنده عن الإمام علي بن موسى الرضا قال : كان نقش خاتم الحسين (إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ) وكان علي بن الحسين يتختم بخاتم أبيه الحسين وكان محمد بن علي يتختم بخاتم الحسين (٢).
إذن نقش خاتم الإمام الباقر (عليهالسلام) في هذه الرواية هو (إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ).
__________________
(١) وفيات الأعيان ، ابن خلكان ، ٣ / ٣١٤ بدون نسبة+ الشذرات الذهبية ، ابن طولون ، ٨١ أيضا+ مرآة الجنان ، اليافعي ، ١ / ٢٤٨ أيضا+ عمدة الطالب ، ابن عنبة الأصغر ، ١٨٣ أيضا+ أمل الآمل ، ابن أبي الفتح ، ٢ / ١٩٦ أيضا+ المشرع الروي الشلي ، ١ / ١٣٦ أيضا+ دائرة معارف القرن العشرين ، محمد فريد وجدي ، ٣ / ٥٦٣ أيضا+ غاية الاختصار ، ابن زهرة الحسيني ، ١٠٥ نسبه إلى القرطبي+ سر السلسلة العلوية ، أبو نصر البخاري ، ١٣٣ أيضا+ كشف الغمة ، الأربلي ، ٢ / ٣٣٦ أيضا+ الفصول المهمة ، ابن الصباغ المالكي ، ١٩٣ نسبه إلى القرظي.
(٢) عيون أخبار الرضا ، الشيخ الصدوق ، ١٢٤.