عن ابن عباس : سبب نزولها ، أن جندب بن زهير العامري قال لرسول الله (صلىاللهعليهوآله) : إني أعمل العمل لله تعالى فإذا أطلع عليه سرني ، فقال رسول الله (صلىاللهعليهوآله) إن الله طيب لا يقبل إلا الطيب ، ولا يقبل عمل روئي فيه ، فنزلت فيه هذه الآية (١).
ـ وقال طاوس : جاء رجل إلى رسول الله (صلىاللهعليهوآله) فقال : إني أحب الجهاد في سبيل الله وأحب أن يرى مكاني ، فنزلت هذه الآية (٢).
ـ وقال مجاهد : جاء رجل إلى رسول الله (صلىاللهعليهوآله) فقال : إني أتصدق ، وأصل رحمي ، ولا أصنع ذلك إلا لله تعالى ، فيذكر ذلك مني وأحمد عليه فيسرني ذلك وأعجب به ، فسكت رسول الله (صلىاللهعليهوآله) ، فنزلت هذه الآية (٣).
قال القرطبي : والكل مراد ، والآية تعم ذلك كله وغيره من الأعمال (٤) ، وقال سعيد بن جبير في قوله تعالى : (.. وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) أي : لا يرائي (٥).
وفي الدر المنثور عن ابن أبي حاتم عن سعيد أيضا في الآية قال النبي (صلىاللهعليهوآله) : إن ربكم يقول : أنا خير شريك ، فمن أشرك معي في عمله أحدا من خلقي تركت العمل كله له ، ولم اقبل إلا ما كان لي خالصا (٦).
وقد استفاد الإمام الباقر (عليهالسلام) من حديث جده رسول الله (صلىاللهعليهوآله) في هذا الصدد بما أخرجه أحمد وابن أبي الدنيا وابن مردويه والحاكم وصححه البيهقي عن شداد بن أوس قال : سمعت رسول الله (صلىاللهعليهوآله) يقول : من صلى يرائي فقد أشرك ، ومن صام يرائي فقد أشرك ، ومن تصدق يرائي فقد أشرك ، ثم قرأ (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)(٧).
__________________
(١) أسباب النزول ، الواحدي ، ١٧٢ بدون سند+ زاد المسير ، ابن الجوزي ، ٥ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣.
(٢) جامع البيان ، الطبري ، ١٦ / ٤٠+ تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، ٤ / ٤٣٣+ أسباب النزول الواحدي ، ١٧٢ بدون سند+ الدر المنثور ، السيوطي ، ٤ / ٢٥٦.
(٣) أسباب النزول ، الواحدي ، ١٧٢ بدون سند.
(٤) الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، ١١ / ٧٠.
(٥) زاد المسير ، ابن الجوزي ، ٥ / ٢٠٣.
(٦) الدر المنثور ، السيوطي ، ٤ / ٢٥٧.
(٧) المصدر نفسه ، ٤ / ٢٥٦.