والتفسير وسائر العلوم الأخرى ، وكانت حلقة درسه تنعقد بالمسجد النبوي الشريف تضم كبار التابعين وأعيان الفقهاء من المدينة المنورة وغيرها من الأمصار على حد سواء ، وكان له فضل لا يستهان به مع جهود العلماء الآخرين في إنارة مجالس البحث وحلقات الدرس ، فكان هو أحد مصادر الوعي والتوجيه في الأمة الإسلامية آنذاك ، وظهرت مشاركته في علم الحديث والسيرة والفقه وأصوله ، فكان مبرزا في كل واحد من هذه العلوم فما خاض في أي منها إلا أعطاه حقه وكشف عن مراميه ومقاصده.
٣ ـ ومن المفاخر التي اضطلع بها رجال هذه الأمة هي تحريرهم للنقد العربي الإسلامي من التبعية الأجنبية ، وقد شارك الإمام الباقر في ذلك التحرير مشاركة فعالة ، واقترح على الخليفة الإسلامي آنذاك أن يضرب السكة في البلاد الإسلامية وأن يصدر أمرا بمنع التداول بغير العملة الإسلامية الجديدة.
ومن الجدير بالذكر أن الإمام الباقر كان من أعلم أهل زمانه وسيد الهاشميين وأفضلهم في عصره ولم يكن ليحيا حياة العزلة أو ينضم في زوايا الخمول ، بل كانت له شهرة واسعة ولمدرسته العلمية أثر في توجيه الفكر تخرج منها جملة من أعلام هذه الأمة.
٤ ـ أن روايات الإمام الباقر (عليهالسلام) عن جده رسول الله (صلىاللهعليهوآله) وعن بعض الصحابة رضي الله عنهم وإن لم يلتق بهم فهي من حيث الإرسال ـ إذا سلمنا به ـ أو الإسناد الذي كشف عنه فهي حجة بلا خلاف على مبنى الإمامية إن صح سندها إليه وإلا فهي تعامل عندهم معاملة بقية الأخبار التي فيها الموثق والضعيف والحسن.
وعلى مبنى جمهور العلماء فأرجو : أن تعامل رواياته تلك كروايات سعيد بن المسيب أو الحسن البصري ، لتضييق دائرة الخلاف بين المسلمين وتقريب وجهات النظر بعضها من البعض الآخر حتى يفوت المسلمون على أعدائهم فرصة التغلغل بين صفوفهم.