المال قبلته التي يصلّي إليها ، وهدفه الذي يسعى إلى تحصيله ، وغايته التي يقدّمها على كل غاية «وكل إناء بالذي فيه ينضح».
ولسائل أن يسأل هذا الكاتب عن معنى كلمة «الجواهر» التي جاء بها معرّفة بالألف واللام ، فإن أراد بها جواهر معينة فليست في اللفظ قرينة تعين هذه الجواهر المقصودة ، وإن أراد بها جميع الجواهر الموجودة في العالم من حيث أن الجمع المعرف بالألف واللام يدل على الاستغراق فهو كذب صريح. وما هو وجه المناسبة بين الجملتين السابقتين وبين قوله : «ولا تعتمد قول ساحر». وما هو المراد من لفظ ساحر ، ومن قوله الذي لا يعتمد عليه؟ فإن أراد به ساحرا معينا ، وقولا مخصوصا من أقواله ، كان عليه أن ينصب قرينة على هذا التعيين. وليس في جملته هذه ما يصلح للدلالة عليه ، وإن أراد به كل قول لكل ساحر لأنهما نكرتان في سياق النهي لزم اللغو في هذا الكلام ، لأنه لا يوجد سبب معقول لعدم الاعتماد على قول كل ساحر ، ولو كان هذا القول في الأمور الاعتيادية مع الاطمئنان بقوله. وإن أراد أن لا يعتمد قول الساحر بما هو ساحر فهو غلط ، لأن الساحر من حيث هو ساحر لا قول له ، وإنما يسحر الناس ويفسد عليهم حالهم بحيله وأعماله.
وأما سورة الكوثر فقد نزلت في من شنأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : إنه أبتر وسيموت وينقطع دينه واسمه ، وقد أشار إلى ذلك بقوله تعالى :
(أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ) «٥٢ : ٣٠».
فأنزل الله تبارك وتعالى :
(إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) «١٠٨ : ١».
وهو الخير الكثير من جميع الجهات. أما في الدنيا فشرف الرسالة ، وهداية الخلق