حقيقيا عمن بقي على نفاقه فلا نسخ. وقال الرازي : «وهذا الكلام حسن ما به بأس» (١).
وقال الشيخ شرف الدين : إن محمد بن العباس ذكر في تفسيره سبعين حديثا من طريق الخاصة والعامة تتضمن أن المناجي للرسول هو أمير المؤمنين عليهالسلام دون الناس أجمعين ... ونقلت من مؤلف شيخنا أبي جعفر الطوسي هذا الحديث ذكره أنه في جامع الترمذي ، وتفسير الثعلبي بإسناده عن علقمة الأنماري يرفعه إلى علي عليهالسلام أنه قال :
«بي خفف الله عن هذه الامة لأن الله امتحن الصحابة ، فتقاعسوا عن مناجاة الرسول ، وكان قد احتجب في منزله من مناجاة كل أحد إلا من تصدّق بصدقة ، وكان معي دينار ، فتصدقت به ، فكنت أنا سبب التوبة من الله على المسلمين حين عملت بالآية ، ولو لم يعمل بها أحد لنزل العذاب ، لامتناع الكل من العمل بها» (٢).
أقول : إن هذه الرواية لا وجود لها في النسخة المطبوعة من جامع الترمذي ولم أظفر بشيء من نسخه القديمة المخطوطة ، ولم أظفر أيضا بتفسير الثعلبي الذي نقل عنه في جملة من المؤلفات ، ولا أعلم بوجوده في مكان. وكيف كان فلا ريب في أن الحكم المذكور لم يبق إلا زمنا يسيرا ثم ارتفع ، ولم يعمل به أحد غير أمير المؤمنين عليهالسلام وبذلك ظهر فضله ، سواء أكان الأمر حقيقيا أم كان امتحانيا.
__________________
(١) تفسير الرازي : ٨ / ١٦٧ طبع المطبعة العامرة.
(٢) بحار الأنوار : ٣٥ / ٣٨١ ، باب ١٨ ، رقم الحديث : ٨ و ٤١ / ٢٦ ، باب ١٠٢ ، الحديث : ١. وتفسير البرهان ٢ / ١١٠٠.