وقد وقع نظير ذلك في كثير من الاستعمالات القرآنية ، كقوله تعالى :
(الْآنَ عَلِمَ الله أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً) «٨ : ٦٦».
وقوله تعالى :
(لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً) «٨ : ١٢».
وقوله تعالى :
(لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) «٨ : ٧».
وما أكثر الروايات من طرق أهل السنّة في أن الصدقة والدعاء يغيّران القضاء (١).
أما ما وقع في كلمات المعصومين عليهمالسلام من الإنباء بالحوادث المستقبلة فتحقيق الحال فيها : أن المعصوم متى ما أخبر بوقوع أمر مستقبل على سبيل الحتم والجزم ودون تعليق ، فذلك يدلّ أن ما أخبر به مما جرى به القضاء المحتوم وهذا هو القسم الثاني «الحتمي» من أقسام القضاء المتقدمة. وقد علمت أن مثله ليس موضعا للبداء ، فإن الله لا يكذّب نفسه ولا نبيّه. ومتى ما أخبر المعصوم بشيء معلّقا على أن لا تتعلق المشيئة الإلهية بخلافه ، ونصب قرينة متصلة أو منفصلة على ذلك فهذا الخبر إنما يدلّ على جريان القضاء الموقوف الذي هو موضع البداء. والخبر الذي أخبر به المعصوم صادق وإن جرى فيه البداء ، وتعلقت المشيئة الإلهية بخلافه. فإن الخبر ـ كما عرفت ـ منوط بأن لا تخالفه المشيئة.
__________________
(١) انظر التعليقة رقم (١١) للوقوف على روايات تفيد أن الدعاء يغير القضاء ـ في قسم التعليقات.