إلى المفعول بل هي من الإضافة إلى المكان أو الزمان. ولا يفرق فيها بين اللازم والمتعدي.
ثم إنه قد ورد في بعض الروايات : أن «الرحمن» اسم خاص ومعناه عام وأما لفظ «الرحيم» فهو اسم عام ، ومعناه خاص ومختص بالآخرة أو بالمؤمنين (١) إلا أنه لا مناص من تأويل هذه الروايات أو طرحها ، لمخالفتها الكتاب العزيز ، فانه قد استعمل فيه لفظ «الرحيم» من غير اختصاص بالمؤمنين أو بالآخرة ففي الكتاب العزيز :
(فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ١٤ : ٣٦. نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ١٥ : ٤٩. إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ* ٢٢ : ٦٥. رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً ١٧ : ٦٦. وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً ٣٣ : ٢٤).
إلى غير ذلك من الآيات الكريمة ، وفي بعض الأدعية والروايات : رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما (٢).
ويمكن أن يوجه هذا الاختصاص بأن الرحمة الإلهية إذا لم تنته إلى الرحمة في الآخرة ، فكأنها لم تكن رحمة (٣). وما جدوى رحمة تكون عاقبتها العذاب والخسران؟ فإن الرحمة الزائلة تندك أمام العذاب الدائم لا محالة ، وبلحاظ ذلك صح أن يقال : الرحمة مختصة بالمؤمنين أو بالآخرة.
__________________
(١) تفسير الطبري : ١ / ٤٣ ، وتفسير البرهان : ١ / ٢٨.
(٢) الصحيفة السجادية في دعائه عليهالسلام في استكشاف الهموم ، وبحار الأنوار : ٨٩ / ٣٨٣ ، باب ٤ ، الحديث : ٦٨ ، في الدعاء بعد صلاة الأعرابي ، ومستدرك الحاكم : ١ / ١٥٥.
(٣) أشير إلى ذلك في بعض الأدعية المأثورة.