٣ ـ وفي الإصحاح التاسع عشر من سفر التكوين : قصة «لوط» مع ابنتيه في الجبل ، وأن الكبيرة قالت لاختها : «أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا. هلمي نسقي أبانا خمرا ، ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلا فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة» واضطجعت معه الكبيرة. وفي الليلة الثانية سقتاه الخمر أيضا ، ودخلت معه الصغيرة فحملتا منه ، وولدت الكبيرة ابنا وسمته «موآب» وهو أب الموآبيين ، وولدت الصغيرة ابنا فسمّته «بن عمي» وهو أبو بني عمون إلى اليوم.
هذا ما نسبته التوراة الرائجة إلى لوط نبي الله وإلى ابنتيه ، وليحكّم الناظر فيها عقله ، ثم ليقل ما يشاء.
٤ ـ وفي الإصحاح السابع والعشرين من التكوين : أن «إسحق» أراد أن يعطي ابنه «عيسو» بركة النبوة فخادعه «يعقوب» وأوهمه أنه عيسو ، وقدم له طعاما وخمرا فأكل شرب ، وبهذه الحيلة والكذب المتكرر توسل إلى أن باركه الله. وقال له إسحاق : «كن سيدا لاخوتك ، ويسجد لك بنو أمك ليكن لاعنوك ملعونين ، ومباركوك مباركين» ولما جاء عيسو علم أن أخاه يعقوب قد انتهب بركة النبوة. فقال لأبيه : «باركني أنا أيضا يا أبي. فقال : جاء أخوك بمكر وأخذ بركتك». ثم قال عيسو : «أما أبقيت لي بركة»؟ فقال إسحق : «إني قد جعلته سيدا لك ، ودفعت اليه جميع إخوته عبيدا ، وعضدته بحنطة وخمر. فما ذا أصنع إليك يا ابني؟ ورفع عيسو صوته وبكى».
أفهل يعقل انتهاب النبوة؟ وهل يعطي الله نبوته لمخادع كاذب ، ويحرم منها أهلها؟ هل أن يعقوب بعمله هذا خادع الله أيضا كما خادع إسحاق ولم يقدر الله بعد ذلك على إرجاعها إلى أهلها؟!! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. ولعل سكرة الخمر دعت الى وضع هذه السخافة ، والى نسبة شرب الخمر الى إسحق.